الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الملك على مائدته
ما دام الملك في مجلسه (على مائدته) أفاح نارديني رائحته ( نش 1: 12 )
إن كلمات العروس هذه تذكّرنا بما حدث في بيت عنيا بعد إقامة لعازر من الأموات ( يو 12: 1 - 8). فقد عُمل للرب يسوع عشاء هناك، وكان لعازر أحد المتكئين، وأما مرثا فكانت كعادتها تخدم، بينما كسرت مريم قارورة الطيب الخالص والكثير الثمن ودهنت به جسد الرب يسوع.

ويُعتبر لعازر صورة للمؤمنين الحقيقيين الذين صارت لهم شركة مع المسيح بعد أن أُقيموا روحيًا، كما أن مرثا تُعتبر صورة للمؤمنين الذين لهم نشاطهم في خدمة الرب، أما مريم فإنها تعطينا صورة جميلة للقديسين الممتلئة قلوبهم وعواطفهم محبة للرب، والمكرسة له ولعبادته.

هذا ما عملته مريم أخت مرثا ولعازر، فإنها تميزت بالجلوس عند قدمي الرب لتسمع كلامه، وإذ تعلمت منه وشبعت بأقوال النعمة الخارجة من فمه، هان عليها أن تسكب ذلك الناردين النقي على قدمي المخلص المبارك.

لقد ظن البعض، وفي مقدمتهم يهوذا الإسخريوطي، أن هذا إتلاف، ولا ريب في أن ذلك الطيب كان من ناردين خالص كثير الثمن، ولو أنه سُكب على غير قدمي الرب، لكان ذلك في الحقيقة إتلافًا، ولكن إذ سكبته على قدمي المخلِّص العزيز، فقد سجل لها بفمه الكريم بأنها «عملت ما عندها» ( مر 14: 8 )، «قد عملت بي عملاً حسنًا! .. الحق أقول لكم: حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يُخبَر أيضًا بما فعلته هذه تذكَارًا لها» ( مت 26: 10 ، 13).

لقد قصدت مريم من كسر قارورة الطيب وسكبه على جسد الرب، أن تكرمه هو ـ له المجد «فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي، إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني» ( مت 26: 12 ). كما أنها بلا شك أرادت أن تُنعشه برائحته الذكية، ولكن البيت كله امتلأ من رائحة الطيب. ومن هذا نتعلم أن كل سجود أو تعبد نقدمه له، لا بد أن ينشئ سرورًا وانتعاشًا، ليس لحاسيات الرب وحده، بل ولكل النفوس المُحيطة بنا، فإننا إذ نجتمع باسمه وفي حضرته، فإنه يتكئنا على مائدته الملوكية ويُشبع نفوسنا ببركاته الوفيرة، ويلذذ قلوبنا برؤية طلعته البهية، وإذ ذاك تتصاعد من قلوبنا وأفواهنا ذبائح الحمد والتسبيح، وينتشر عبيق الناردين ورائحته العطرية، فيُنعش قلبه المُحب وتنتعش قلوب كل المتكئين معنا في حضرته السعيدة.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net