الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 31 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المساكين بالروح
طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات ( مت 5: 3 )
المسكنة بالروح ليست هي الفقر في الممتلكات المادية أو المؤهلات العلمية، بل إنها تعني الشعور العميق بالفقر الأدبي والروحي. إنها ليست فقراً خارجياً، بل هي شعور في الداخل بأنني لست شيئاً، ولست أملك من الصلاحيات شيئاً، ولا أستحق شيئاً، ولذلك فإنني أركن على الله في كل شيء.

ولقد وضع المسيح هذه الصفة في افتتاحية موعظته على الجبل وفي غُرة تطويباته، لأنها نقطة البدء في علاقة الإنسان مع الله. فلن يكون للإنسان علاقة مع الله إلا إذا شعر أولاً بأنه مسكين بالروح. إنها صفة سلبية فيها يشعر المرء بأنه غير جدير بشيء، فيهبه الله بالنعمة كل شيء.

إن العالم يحتقر المساكين ولا مكان لأمثالهم فيه. انظر إلى مَنْ يحظون بمديح العالم وينالون نياشينه فإنك تجدهم أبعد ما يكونون عن المسكنة. وحتى في العالم المسيحي بالأسف فإن المبادئ السائدة هي: ثق بنفسك، واكتشف قدراتك الداخلية. لكن من الجانب الآخر كم يحب الرب المساكين. فهو يبدأ موعظة الجبل بتطويب المساكين، بل إن أول عظة له، تبارك اسمه، وهي تلك التي قالها في مجمع الناصرة في لوقا4 يستهلها أيضاً بالقول: «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين».

وحتى في العهد القديم يقول الرب: «السماوات كرسي، والأرض موطئ قدميّ ... وكل هذه صنعتها يدي .... وإلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» ( إش 66: 1 ،2). وهو ليس فقط ينظر، بل يسمع أيضاً «هذا المسكين صرخ، والرب استمعه» ( مز 34: 6 ). وليس يسمع فحسب، بل أيضاً يستجيب «البائسون والمساكين طالبون ماءً ولا يوجد. لسانهم من العطش قد يبس. أنا الرب أستجيب لهم ... لا أتركهم» ( إش 41: 17 ).

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net