الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة قوية كالموت
اجعلني كخاتم على قلبك، كخاتم على ساعدك. لأن المحبة قوية كالموت ( نش 8: 6 )
بالتأمل في محبة الرب لنا من خلال المكتوب، نراها قوية كالموت:

الموت حكم صادر من الله بعد السقوط في الخطيئة على كل البشر، فهو حكم شَمَل الجميع «لأنك تراب، وإلى تراب تعود» ( تك 3: 19 ) وأيضًا «أي إنسان يحيا ولا يرى الموت؟» ( مز 89: 48 ). هكذا المحبة أيضًا فهي قد شملت جميع البشر ولم يُستثنَ منها أحد «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» ( يو 3: 16 ).

لا يستطيع أحد أن يتحدى الموت أو يقف أمام سطوته، فهو يصل إلى مَنْ يريد دون استئذان، هكذا محبة الله لا تقف أمامها قوة، ولا يعوقها شيء، حتى شر الإنسان، من الوصول إلى أي شخص.

الموت لا يفرِّق بين غني وفقير، رجل وامرأة، الملك والحقير، المتعلم والجاهل، فهو يصل إلى الجميع، لذلك كما قيل عن لعازر المسكين إنه مات، هكذا أيضًا قيل عن الغني إنه مات ودُفن ( لو 16: 22 ). هكذا محبة الله لا تفرق بين إنسان وإنسان مهما كان مركزه أو لونه أو جنسه أو وضعه، فهي للجميع مُعلنة وتبحث عن الجميع، والموت لا يفرِّق بين طفل صغير أو شاب في ريعان شبابه أو شيخ عجوز، فكل مَنْ يأتي وقت رحيله لا بد أن يمضي. هكذا محبة الله هي لجميع الأعمار لا يُستثنى منها أحد.

الموت لا تحده حدود الزمان أو المكان، فهو في سلطانه أن يصل لأي إنسان، في أي زمان وفي أي مكان. هكذا محبة الله لا تُحد بمكان معين ولا بزمان معين، فالله أحب البشر أينما وجدوا في المكان والزمان.

الموت ينهي متاعب الزمان والأمراض وقتيًا. أما المحبة الإلهية تُريح الإنسان من متاعب الخطية وأهوال الأبدية.

الموت ينقل الإنسان من عالم الشقاء إلى عالم البقاء، من العالم المنظور إلى العالم غير المنظور. والمحبة الإلهية تنقل الإنسان من وضع إلى وضع آخر، تنقله من الموت إلى الحياة ( يو 5: 24 )، ومن الظلمة إلى النور ( 1بط 2: 9 )، ومن سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبة الآب ( كو 1: 13 )، من إنسان منفصل عن الله إلى إنسان جديد له علاقة حية بالله، بل تنقله من الأرض إلى قمة المجد ( يو 17: 24 ).

حليم حسب الله
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net