الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ناظرين إلى يسوع (2)
ناظرين (بثبات) إلى رئيس الإيمان ومُكمله يسوع ( عب 12: 2 )
ناظرين إلى يسوع وليس إلى مشاكلنا، فلا نفكر فيها ونُحصي عددها أو نزن ثقلها. فبالانفصال عن يسوع لا تنقينا الصعاب، بل تقسي القلب أو تكسره، لا تعلمنا الصبر، بل توجد فينا التذمر، وتعلمنا الأنانية، وتوجد اليأس بدل الرجاء. أما عند الصليب فيمكننا أن نستفيد من حمل صليبنا، ونقبله من يديه كل يوم بشكر وسرور، ونجده سبب بركة لنا وللآخرين.

إلى يسوع وليس إلى أعز ما عندنا أو ما يمنحنا فرحًا زمنيًا أرضيًا. وإلا لابتلعتنا الأفراح الزائلة وحرمتنا من النظر إلى مصدر الفرح الحقيقي. أما إن نظرنا إليه أولاً، فإننا نقدِّر ما يمنحنا إياه من أفراح زمنية تقديرًا أعظم ألف مرة، لأننا نقبلها من يديه هو، ونثق أنه هو الذي يحفظها لنا لنتمتع بها ونحن في شركة معه، فنستخدمها كلها لمجده هو.

إلى يسوع وليس إلى الوسائل التي يستخدمها هو، مهما كانت، لتجهيز السبيل إليه. ناظرين إلى ما هو أبعد من الظروف والأسباب الثانوية. ولنتقدم إلى السبب الأول؛ أي إرادته، وإلى المصدر الأول؛ أي محبته. عندئذ يكون شكرنا له هو، وهذا لا يقلل من شكرنا لمن استخدمهم هو. وبذلك أيضًا يمكننا في أشد الضيقات أن نقول «صَمَت. لا أفتح فمي، لأنك أنت فعلت» ( مز 39: 9 ). وفي صمتنا هذا يُجيبنا الصوت السماوي قائلاً: «لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد» ( يو 13: 7 ).

إلى يسوع وليس إلى أهمية وأهداف طائفة أو كنيسة أو جماعة، ولا إلى أهدافنا الشخصية. ويكون الهدف لحياتنا هو مجد الله. إن كنا لا نجعل هذا هدفنا الأول، نحرم أنفسنا من معونته، لأن نعمته تعمل ما هو لمجده. فإن كان هدفنا مجده، فنعمته أكيدة.

إلى يسوع وليس إلى إخلاصنا في مقاصدنا، ولا إلى قوة عزيمتنا. فمجرد الإخلاص قد يؤدي إلى الفشل المُخجل. فلنتكل لا على إخلاصنا أو عزيمتنا، بل على وعده.

إلى يسوع وليس إلى قوتنا وقدرتنا، لأن قوتنا تحاول أن تمجدنا نحن. لكن إن أردنا أن نمجده، فإننا نحتاج إلى قوته هو.

إلى يسوع وليس إلى ضعفنا. فالحزن على ضعفنا لا ينشئ فينا قوة. فلننظر إلى يسوع لكي تسري قوته في قلوبنا وتفيض شفاهنا بحمده.

تيودور مونو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net