الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان والرجاء والمحبة
نشكر الله كل حين من جهة جميعكم .. متذكرين بلا انقطاع عمل إيمانكم، وتعب محبتكم وصبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح ( 1تس 1: 2 ، 3)
الإيمان والرجاء والمحبة، الثلاث الفضائل الإلهية كما يسميها البضع، ليست هي إلا عطايا النعمة، مغروسة بروح الله في قلب كل مسيحي منذ ساعة إيمانه القلبي بالمسيح، وبدونها لا يمكن أن تكون لنا أية علاقة مع الله أبينا والرب يسوع المسيح مخلصنا. فالإيمان يقبل كلمة الله ويتعلق بيسوع المسيح الذي تُعلنه لنا هذه الكلمة. والمحبة، محبة الله المنسكبة في قلوبنا، تربطنا بشخص المسيح. بينما الرجاء يمتد إلى غرض واحد وهو مجيء سيدنا ومخلصنا له المجد. الإيمان يثق في الرب، والرجاء ينتظر الرب، والمحبة تعيش للرب.

على أننا إذ قد أؤتمنا على رعاية هذه العطايا، لا نستطيع أن نتركها تضعف، بإهمال استخدامها، بدون أن نعرّض أنفسنا لخسارة مُحققة. فلكي نحتفظ بها، في جدتها ونضارتها وقوتها الأصلية، علينا أن نسهر حتى نضمن اتصالها المستمر بشخص المسيح مصدرها. أما إن انقطع هذا الاتصال، فهي لا شك تضعف وقد تصل في ضعفها إلى مستوى منحط لدرجة الخراب. فالكلمة تُخبرنا أن الإنسان قد يهمل ترس الإيمان، وأنه قد يترك المحبة الأولى وينحط تدريجيًا حتى الموت الروحي كساردس، وقد يفقد الرجاء ويصبح في مستوى العالم الذي لم يعرف السيد قط. ولنلاحظ جيدًا أن هذه "الفضائل" الثلاث هي ثلاث حلقات متصلة ببعضها تمام الاتصال حتى أن كلمة الله تذكرها دائمًا مجتمعة، فالواحدة لا يمكن أن تضعف أو تقوى دون أن تتأثر الأخريان تبعًا لذلك الضعف أو تلك القوة.

والمحبة هي كُبرى هذه العطايا الثلاث، ولكونها جوهر اللاهوت نفسه «لا تسقط أبدًا»، أما الإيمان، وهو الإيقان بأمور لا تُرى، فسيبطل عندما يأتي دور العيان، بينما الرجاء لا يكون له مكان عندما يصل إلى غايته وغرضه ويمتلكه إلى أبد الآبدين. ولكن حيث أننا لم نصل بعد إلى الكمال، ولن نصل إليه طالما نحن هنا على الأرض، كان لا بد أن تبقى هذه الفضائل الثلاث وحدة لا تتجزأ تسودها وتديرها المحبة، كما يقول الرسول إن المحبة «تصدق (أي تؤمن) كل شيء، وترجو كل شيء»، بينما الإيمان يجعل الأمور التي نرجوها كأنها حاضرة، والرجاء يغذي الإيمان، والمحبة تعززه وتقويه.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net