الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 نوفمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلوات لا ينبغي أن نصليها
أسرعوا فنسوا أعماله. لم ينتظروا مشورته، بل اشتهوا شهوة في البرية، وجرّبوا الله في القفر. فأعطاهم سؤلهم، وأرسل هُزالاً في أنفسهم ( مز 106: 13 - 15)
لقد فدى الله إسرائيل من أرض مصر، ولقد أجرت يمينه عجائب لصالحهم، كما أمدهم بكل ما احتاجوا إليه خلال رحلة البرية. لم تكن هناك حاجة لديهم لم يسددها الله، ومع ذلك فقد ارتكب إسرائيل خطأين فادحين مؤسفين:

الخطأ الأول، وهو ما نقع فيه جميعًا، هو النسيان «أسرعوا فنسوا أعماله». أما الخطأ الثاني، وهو أيضًا كثيرًا ما يُصيبنا كما أصابهم «لم ينتظروا مشورته».

نحن نعلم جميعًا أن الطعام الذي أرسله الله لهم هو المن «خبز السماء»، وقد كان هذا المن كافيًا تمامًا لتغذيتهم وإشباعهم وإمدادهم بالصحة والقوة. غير أن الشعب احتقر هذا الطعام الذي أمدتهم به السماء. لقد استجاب الشعب لشهوته الطبيعية الجسدية وانجذب وراءها، وطلبوا اللحم بدلاً من المن، وإذ لم ينتظروا مشورته، أعطاهم الله سؤلهم فأرسل لهم الريح حاملة لهم السلوى إلى المحلة، فالتهموها بشراهة حتى خرجت من أفواههم، غير أنه، وبينما اللحم ما زال في أفواههم وبين أسنانهم، حميَ غضب الرب عليهم وضرب الرب الشعب ضربة عظيمة جدًا، فمات كثيرون (عدد11). وعلى هذا يعلّق المرنم قائلاً: «أعطاهم سؤلهم، وأرسل هُزالاً في أنفسهم».

ويا ليتنا ـ أنا وأنت ـ عزيزي القارئ نتحذر كثيرًا من هذين الخطأين. خطأ النسيان وخطأ التسرع وعدم انتظار الرب، فقد نظن أحيانًا أننا نعرف مصلحتنا أكثر مما يعرفها هو، وننسى يده الكريمة التي قادتنا في أرض هضاب ووديان، ونُسرع للتصرف دون أن ننتظر مشورته ودون أن ننتظر معونة السماء التي يقدمها لنا بكل حكمة ولطف، فنلّج في طلب شهوتنا ورغبتنا بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وما أتعسنا وأشقانا، وما أبأس مصيرنا لو استجاب الرب طلباتنا غير المتوافقة مع إرادته، حيث لا بد أن يلازمها "هُزال في النفس". الرب يحمينا ـ عزيزي القارئ ـ من حالة كهذه لا تُسرّ قلب الرب، وتجلب علينا وبالاً وخيمًا.

درك برنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net