الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بركات لا تخطر على بال
بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العُصاة، إذ قبلت الجاسوسين بسلام ( عب 11: 31 )
مَنْ كان يصدق أنه من شعوب كنعان الملعونين منذ القديم يأتي الله بامرأة تُذكر في سحابة الشهود وسجل أبطال الإيمان؟ مَنْ كان يتخيل أنه بين خبايا حجارة أريحا الخشنة، رأى الله جوهرة ثمينة، وأنه من مدينة ملعونة سُرَّ الله بأن يهيء آنية رحمة سبق الله فأعدها للمجد!

لكن كانت تنتظر راحاب أربع بركات تتصاعد وتعلو في القيمة:

البركة الأولى أنها لم تهلك مع العُصاة. لقد كان أهل أريحا عصاة، ولذا هلكوا. لكن ديَّان كل الأرض حاشا له أن يُهلك المطيع مع العاصي، فيكون البار كالأثيم. ومع أن بيتها كان على السور، لم يكن مستحيلاً على ذلك الذي أسقط الأسوار بمعجزة، أن يحفظ بيت راحاب من السقوط بمعجزة. فيعلم الرب أن ينقذ الأتقياء. وإن كان إيمان الشعب أسقط أسوار أريحا، فإن إيمان راحاب حفظ بيتها فلم يسقط.

البركة الثانية أنها «سكنت في وسط إسرائيل» ( يش 6: 25 ). فتلك التي سكنت سابقًا على سور أريحا، أي على هامش الحياة، ليس لها قيمة حقيقية, وقد عاشت في الشر والخطية، فإنها سكنت في وسط إسرائيل بعد أن تغيرت حياتها إلى حياة التقوى والفضيلة.

والبركة الثالثة أنها اقترنت بسلمون، أحد الرؤساء في سبط يهوذا، وصارت "أمًا في إسرائيل"، وذلك طبعًا بعد أن محت النعمة ماضيها السيء وآثاره. ونتيجة لهذا الزواج أنجبت بوعز جبار البأس في بيت لحم. وإذا كانت عظمة الأم تُقاس بحال أولادها، فيا لها من أم عظيمة، تلك التي صارت أمًا لذلك الرجل الفاضل النبيل: "بوعز".

وأما البركة الرابعة والأخيرة، فهي أنها ظهرت في سلسلة النسب الملكية في متى 1. وعجبًا وكل العجب أن راحاب البغية، صارت هدفًا لنعمة الله الغنية. وتلك المرأة الساقطة البائسة، أصبحت رأس النبع لنهر الحياة الذي أتانا في ملء الزمان مولودًا من امرأة، واسمها يلمع في سلسلة نسب المسيح!!

يا له من إله عظيم، «قادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر»!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net