الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فرعون وقساوة القلب
لأنه يقول الكتاب لفرعون: إني لهذا بعينه أقمتك، لكي أُظهر فيك قوتي. ولكي يُنادى باسمي في كل الأرض. فإذًا هو يرحم مَن يشاء، ويقسي مَن يشاء ( رو 9: 17 ، 18)
مَنْ هو فرعون هذا الذي يتكلم الكتاب إليه هنا؟ إنه ملك كافر ومتبجح وقاسٍ. وكان هذا الشبل (خر5) من ذاك الأسد: قاتل صبيان العبرانيين ( خر 1: 16 ). بل إن الشبل هذا فكَّر أن يستأسد على الله نفسه، لا على شعبه فحسب. أ نستكثر أن يقضي الله عليه، وأن يخلّص البشرية من أذاه، ويطهر الأرض من أمثاله؟ لقد تحدى الله، وكان لا بد أن ينال جزاءه العادل، لأنه «مَنْ تصلَّب عليه فسَلم؟» ( أي 9: 4 ).

لقد أعطى الله مركزًا كبيرًا لفرعون. فقد كان ملكًا على أعظم مملكة في زمانه، لكن أول عبارة مسجلة لهذا الفرعون في الكتاب هي: «مَنْ هو الرب حتى أسمع لقوله فأطلق إسرائيل؟ لا أعرف الرب، وإسرائيل لا أطلقه» ( خر 5: 2 ). ثم في تحدٍ لله ثقَّل العمل على الشعب لكي لا يتلفتوا إلى كلام الله الذي قال عنه في تبجح «كلام الكذب» ( خر 5: 9 )!

كان ممكنًا أن يسحق الله فورًا تلك الدودة الحقيرة التي تطاولت عليه، لكن الله بدل ذلك أعطاه الإنذارات وعمل له العجائب. لكن هذا لم يُلِن قلب ذلك العاتي. من ثم فإن الرب أوقع عليه ضرباته، وعندئذ طلب فرعون الصلاة لأجله لكي تُرفع عنه الضربة، مُظهرًا توبة صورية فقط. فلما رفع الله قضاءه عنه، غيَّر ذلك الملك الفاسد الكلام الذي سبق أن قاله، وكأن ذلك الكذاب المغرور يلعب مع الله!

ونحن نقرأ في كلمة الله عشر مرات أن فرعون قسَّى قلبه. كما نقرأ عشر مرات أن الرب قسى قلب فرعون. لقد كان الرب يعرف النهاية من البداية: فعرف أن فرعون سيقسي قلبه ( خر 3: 19 )، وأنه بالتالي سيضاعف قساوة قلب فرعون ( خر 4: 21 خر 5: 2 ). لكن من تسلسل الأحداث، نرى كيف بدأ فرعون بالتطاول على الله ( خر 7: 22 )، كما ذكر الرب فعلاً، لأنه كُلي العلم ولا تأخذه مفاجأة. كما نرى أن فرعون مع أول ضربة من الضربات قسى قلبه (خر7: 22، 23)، واستمر هكذا مع تتابع الضربات، حتى نهايته المحتومة.

لقد قسى فرعون قلبه بتكرار، فضاعب الله تقسية قلبه. لقد كان آنية هوان هيأت نفسها للغضب. ليتنا نأخذ منه لأنفسنا الدرس والعبرة! ولنحذر من أن نقسي قلوبنا عندما يتكلم الرب إلينا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net