الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 مارس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بركات الإيمان
لن يرى إنسان من هؤلاء الناس، من هذا الجيل الشرير، الأرض الجيدة التي أقسمت أن أعطيها لآبائكم، ما عدا كالب بن يفنة. هو يراها ( تث 1: 35 ، 36)
«ألم أقُل لكِ: إن آمنتِ ترين مجد الله؟» هذا هو الترتيب الإلهي، فالناس يقولون لك: مَنْ يرى يؤمن، ولكن في ملكوت الله: مَنْ يؤمن يرى. ولماذا لم يرَ إنسان من أهل ذلك الجيل الشرير، الأرض الجيدة؟ السبب في ذلك لأنهم لم يؤمنوا بالرب إلههم. ومن الجهة الأخرى، لماذا سمح الله لكالب بن يفنة أن يرى وأن يمتلك الأرض؟ ما ذلك إلا لأنه آمن. فعدم الإيمان دائمًا أبدًا هو أكبر معطل في طريق رؤية مجد الله. «ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم». ولو كان إسرائيل آمن فقط، ووثق في الرب الإله، لأتى به الرب إلى جبل ميراثه، ومكَّنه ووطّد قدمه هناك.

وهكذا الحال مع شعب الله الآن، فلا توجد حدود ولا قيود للبركة التي يجوز له أن يتمتع بها فيما لو استند بكُلياته وجزئياته على الإله الحي، «كل شيء مستطاع للمؤمن» ويستحيل أن يقول الله لأي مؤمن "قد عظّمت الطلب أو طلبت أكثر من اللازم، أو أنت تتوقع وتنتظر فوق ما يلزم"، نعم، يستحيل ذلك لأن قلبه المُحب يفرح بإجابة أعظم الأماني وأكبر الطلبات ما دامت مقترنة بالإيمان.

فلنطلب إذًا ولنطلب أكثر كثيرًا مما اعتدنا «افغر فاك فأملأه» ( مز 81: 10 ). ومعنى هذا أن أبواب كنوز السماء التي لا تفرغ، مفتوحة على مصراعيها للمؤمن «وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه». فالإيمان هو سر المسألة كلها والينبوع الرئيسي للحياة المسيحية من الأول للآخر. والإيمان لا يرتاب البتة ولا يتردد قط. ولأن عديم الإيمان دائمًا مرتاب، لهذا يستحيل أن يرى مجد الله وأن يرى قدرته تعالى، وهو أصم عن أن يسمع صوته، وأعمى فلا يبصر أعماله، وقلبه مثقل ويداه مرتعشتان. وبالاختصار طريقه مُظلم، وفي كل طريقه موانع ومعطلات للنجاح، وقد حجز وأخّر عدم الإيمان إسرائيل أربعين سنة عن دخول أرض كنعان، ولا نستطيع أن نتصور مقدار البركة والامتياز والقوة والخير الذي حُرمنا منها مرارًا بسبب عدم إيماننا أو ضعف إيماننا في أوقات كثيرة، ولو كان للإيمان مجال حي في قلوبنا، لكنا نشاهد حالة جميلة تخالف ما نراه الآن في وسطنا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net