الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 مارس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الزمان: حَمَل الله (2)
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مُقبلاً إليه، فقال: هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم ( يو 1: 29 )
إذا كان المسيح ـ له المجد ـ قد أُشير إليه بالحَمَل في الأزل، لكن كان يجب أن يتجسد ويظهر في الزمان كالحَمَل، لكي يقوم بعمله الكفاري على الصليب «لكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم» ( 1بط 1: 20 )، ولقد نظر المعمدان يسوع ماشيًا، وأشار إليه قائلاً: «هوذا حَمَل الله» ( يو 1: 29 ، 36). فهو بدأ حياته كالحَمَل، في مذود بيت لحم، وسار بيننا كواحد منا، وقد أظهر كماله الشخصي، في كل طرقه: في أفكاره، وأقواله، وأعماله، وذلك عكس ما رآه الله فينا، إنها حقيقة لمأساة عندما رأى الله أن صنعة يديه لم يفهموا، ولذلك لم يطلبوه، بل تمادوا بأن ارتدوا عنه، لذلك كان فسادهم وعدم نفعهم. وفي وسط هذا المشهد، رأى الله مَنْ يفهمه، ويتجاوب مع أفكاره، ويطلبه، ولسان حاله: «بكل قلبي طلبتك» ( مز 119: 10 )، وسُرَّ به الله، إذ شهد عنه «الذي به سُررت» ( مت 17: 3 )، وأظهر عمليًا، في حياته، أنه بلا عيب ولا دنس «شاة صحيحة» ( خر 12: 5 ). لقد أبكم الجموع في مشهد بغضتهم تجاهه، إذ واجههم، قائلاً: «مَنْ منكم يبكتني على خطية؟» ( يو 8: 46 ). أليس هذا ما يشير إليه في حادثة الفصح «ويكون عندكم تحت الحفظ، إلى اليوم الرابع عشر» ( خر 12: 6 )، وما هي الأربعة الأيام الأُخر، بعد اليوم العاشر؟ ألا تشير إلى فترة حياته على الأرض، إذ صُلب في العقد الرابع من عمره؟

مَنْ هو هذا؟ الإجابة: إنه حَمَل الله، الذي أعطانا إياه، فلم يحيا الرب لنفسه، بل لمن أرسله، وقد عبَّر عن ذلك بقوله: «لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» ( يو 8: 29 )، لكن ماذا بعد هذا؟ كان لا بد أن يتمم مقاصد الله كالحَمَل، وقد أُشير إليه فيما قيل عن خروف الفصح، في اليوم الرابع عشر: «يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل في العشية» ( خر 12: 6 ). لهذا فحين قبضوا عليه، واقتادوه ـ له المجد ـ كان «كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه» ( إش 53: 7 ). ولم يكن هذا ضعفًا منه، بل تسليمًا لإرادة ذاك الذي أرسله، ليتمم عمله ( يو 4: 34 زك 13: 7 ). وعلى الصليب تحمَّل ضربة سيف العدالة الإلهية ( 1بط 2: 24 ) إذ ناب عنا هناك، وحمل خطايانا في جسده على الخشبة (1بط2: 24).

نشأت راغب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net