الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَنْ هو قريبي ؟
إنسانٌ... وقع بين لصوص، فعرّوه وجرَّحوه، ومضوا وتركوه بين حي وميت. فعرض أن كاهنًا نزل في تلك الطريق، فرآه وجاز مقابله، وكذلك لاوي ( لو 10: 30 - 32)
إن كان في العهد القديم نرى ضرورة الإلتزام من نحو القريب «أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانًا أن تكسوه. وأن لا تتغاضى عن لحمك» ( إش 58: 7 )، ففي هذا المَثَل يعطينا الرب معنى كلمة "قريب" ومسئوليتنا إزاء احتياجاته.

وفي هذا المَثَل يمكننا أن نرى شعب الله في صور مختلفة، فمنهم المجتازون (العابرون) ويُشبَّهون بالسامري، ومنهم الكاهن واللاوي وهما أرقى مستويات المؤمنين فيما يجب أن يُظهروه من قلب عطوف، ولكنهما لم يفعلا ما هو مطلوب منهما. فإن كان السامري يمثل مؤمنًا في وضع خاطئ كنسيًا، وينقصه الكثير من معرفة المكتوب، وهو في نظر القادة الروحيين في مستوى هابط، ومع ذلك سلك بعواطف الرحمة من نحو الأخ المجروح المتروك بين حي وميت. أما الكاهن واللاوي، بالرغم من وضعهما الكنسي الصحيح، ولكن خطأهما كان مُخيفًا؛ فكلاهما جاز مقابله ولم تتحرك عواطفهما نحوه. أ ليس هذا المَثَل توبيخًا صارمًا لنا؟. وكثيرًا جدًا ما نفعل نحن مثلهما، أكثر مما نتشبّه بالسامري.

ونرى في الشخص الذي ترك أورشليم ونزل إلى أريحا، سقوط الأخ وتركه العبادة والشركة في مكانها الصحيح في الاجتماع. وما تبعه من هجوم اللصوص عليه وسلبه وجرحه وتركه بين حي وميت، نجد فيه تصويرًا لِما يمكن أن يفعله العالم الشرير في المؤمن عندما يسلبه الأمور الثمينة الإلهية، وتتركه الخطية مجروحًا مُعرَّى وكأنه ميت. وهذا المَثَل يكشف حالتنا أمام الله. فما هو موقف الشيوخ والمعلمين من هذا الأخ الساقط؟ هل نصبح بلا قلب من نحو الأخوة الضعفاء والمتعثرين والفاشلين؟ وهل نكتفي بالإجراءات العادلة والأحكام الكنسية عليهم، دون أن نقوم بعمل الراعي المتسع القلب والعطوف الذي يداوي ويعصب المجروح ويسترد الضال ويجبر الكسير. ولا يجب أن ننسى أن الحكم مهما كان عادلاً، فإنه لا يمكن أن يرُّد النفس ويعالجها، ولا ننسى أيضًا أن «الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة، والرحمة تفتخر على الحكم» ( يع 2: 13 ).

ثروت فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net