الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الأبدية: خروفٌ قائم كأنه مذبوح (3)
ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروفٌ قائم كأنه مذبوح ( رؤ 5: 6 )
انتهت حياة الرب، على الأرض، وقد أُغمدت المسامير في يديه ورجليه، وآثار إكليل الشوك على رأسه، وطعنة حربة مزقت جنبه، وسياط ألهبت ظهره، ثم دُفن في قبر، لكنه قام منتصرًا ناقضًا أوجاع الموت. ولقد ظهر الرب للتلاميذ في العُلية، بجسد القيامة، وإذ تشكك أحد التلاميذ في حقيقة شخصه (وهو توما إذ لم يكن معهم)، وأراد دليلاً حيًا على أنه الرب لكي يؤمن، فقد طلب علامة محددة، ولم تكن هذه العلامة التي طلبها إلا أثر المسامير في يديه، ومكان طعنة الحربة في جنبه ـ وقد كان ـ وهذه أنتجت عند توما، سجودًا للرب ( يو 20: 25 - 28). حقًا إن مسيحًا بلا جروح لا يمكن أن يكون مخلصًا للبشر.

لكن وها الرب قد صعد الآن، مُرفَّعًا، ومُمجَّدًا، فماذا عن آثار هذه الجروح؟ هل انمحت؟ هل تلاشت أمام مجده؟

أحبائي .. إن هذه السمات، في جسده المبارك، لن تمحوها الأبدية بطولها، إذ سنراه في المجد كخروف قائم كأنه مذبوح. هذا وإن كان في لمحة ظهوره لتلاميذه، بعد القيامة، كانت علامات الصليب في يديه وجنبه سبب فرح لقلوبهم، بدد خوفهم «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 20 )، فهي ستكون أيضًا مصدر أفراحنا، ومادة تشكراتنا، في الأبدية، إذ نتغنى: «الذي أحبنا، وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه» ( رؤ 1: 5 ).

وها قد رأينا، أن المسيح أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، بعد أن تشبَّه بنا كالحَمَل. ولِمَ كل هذا؟ «لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب» ( أف 5: 25 - 27). فإن عوامل الزمن، التي ظهرت علينا، وما أنتجته الخطية فينا من عيوب ونحن على الأرض، لن يكون لها آثار ونحن في بيت الآب. أما حَمَل الله، فسيكون هو الوحيد الذي ستظل به آثار الصليب إلى أبد الآبدين.

ليت هذا يكون سبب شكرنا وسجودنا الآن، قبل أن نصل إلى المجد فنراه بالعيان، لتنحني ركبنا له إذ نراه بأعين الإيمان «كخروف قائم، كأنه مذبوح» فتفرح قلوبنا إذ نراه.

نشأت راغب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net