الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البيت المسيحي
فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم ... وعلموها أولادكم... واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك ( تث 11: 18 - 20)
نرجو ألا يتبادر إلى ذهن أحد أن مجرد قراءة فصل من كلمة الله وسط العائلة يوميًا ثم سكب القلب بصلاة مختصرة لله، هو كل ما تتضمنه هذه الجملة الخطيرة «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» ( يش 24: 15 )، كلا، فمرمى هذه الآية أبعد من ذلك بكثير، وهي تشمل كل شيء له مساس بحياتنا الشخصية والبيتية، وتتناول كل تفاصيل الحياة العملية اليومية. ولقد أُعطيت وصية هامة في هذا الخصوص للآباء في إسرائيل في سفر التثنية11: 18- 21.

ويا لها من أقوال رائعة وجّهها الله لشعبه! ويا له من وصف بديع لِما يريد الله أن يراه في كل بيت. فالله يريد أن توضع كلمته في القلب، وتُربط علامة على الأيدي، وتكون عصائب بين العينين؛ أي أن كلمة الله هي التي توجه وتوحّد سلوكنا ليستقيم ويتوافق مع المكتوب. وعلى الآباء أن يعلّموا تلك الكلمة لأولادهم دائمًا، وأن تُكتب على قوائم أبوب البيت (the doors أي الأبواب الداخلية) وعلى أبوابه (the gates أي البوابات الخارجية)، أي أن تكون كلمة الله سائدة في داخل البيت وتحكم تصرفات الجميع، وبالتالي يسهل جدًا أن يكون مظهر العائلة في الخارج ـ أمام العالم ـ وقد زينته تعاليم كلمة الله بالتقوى والسيرة الحسنة، فتكون العائلة عظة عملية، كلمة حية ومُعاشة عمليًا أمام الجميع ( 2كو 5: 20 ). فالداخل أولاً، والمظهر الخارجي بعد ذلك لا بد أنه سيعكس حقيقة خضوع أفراد العائلة لكلمة الله.

ثم يعطي الرب الوعد بطول العمر، وأن تكون أيام الحياة «كأيام السماء على الأرض» ( تث 11: 21 )، هذه هي بركة البيت المسيحي الحقيقي حيث تُحَّب كلمة الله وتُطاع. ذلك البيت حيث يعيش الكل بحسب كلمة الله ولأجل مجده، إنما هو قطعة من السماء على الأرض.

فيا عزيزي القارئ: هل الأمر كذلك في بيتك؟ وإلا فماذا؟! .. ولماذا؟! وإن هذا يمكن أن يكون عندما تُختزن كلمة الله الثمينة فوق كل شيء آخر في قلوب الوالدين، ويسير نظام العائلة وفقًا لتعليماتها، حينئذ تُرى كلمة الله عمليًا على قوائم الأبواب وعلى البوابات، ويتغذى بها الصغار ويشبّوا في طريق الحق. وإن كان الآباء لا يحبون كلمة الله، ولا يسلكون بحسبها، فكيف يمكن أن يكون أولادهم مُحبين للكلمة ومُطيعين لها؟! إنه من العبث أن نعلِّم أولادنا كلمة الله، بينما حياتنا العملية ليست محكومة بمقتضاها.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net