الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 إبريل 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دموع في بيت عنيا
فلما رآها يسوع تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون .. بكى يسوع ( يو 11: 33 - 35)
وهل ينكر أحد الدموع على المسيحي المحزون؟ وهل من الخطأ أن يبكي المؤمنون إذا هم فقدوا أحباء لهم؟ كلا، إن كنا مثل مريم نبكي عند قدمي يسوع. إن لربنا قلبًا فهيمًا، وهو يعرف أعماق أحزاننا أفضل مما يعرفها أصدقاؤنا وأحباؤنا. وإذ يرى دموعنا يأتي إلينا، وحضوره سلوى لقلوبنا، وتعزية تُسرى عنا أكثر مما تُسرى الدموع.

إن مرارة القلب معروفة عنده. فعندما مرض حزقيا للموت، أرسل إليه الرب قائلاً: «قد سمعت صلاتك، قد رأيت دموعك» ( 2مل 20: 5 )، لقد ربط الحزن بين الرب وحزقيا الملك الممسوح، وأُنقذت حياة حزقيا وتحولت أناته إلى نغمات.

لكن رثاء قلب الله لحزن البشر لم يُستعلن بالتمام إلا عندما جاء ابن الله نفسه إلى هذه الأرض، إلى عالم الدموع. الآن نحن نختبر فيه قوة المحبة الألهية المعزية، أما أولئك الذين رأوا عطفه ورثاءه للمحزونين في أيام جسده، فيستطيعون أن يقولوا مع النبي «أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها» ( إش 53: 4 ).

ويعقوب ويشوع وإرميا، لم يعرفوا قط استعلانًا للعواطف الإلهية كما حصل في كفر ناحوم ونايين وبيت عنيا. وأيوب التقي المُجرَّب كان يحتاج إلى قلب يشاركه حزنه العظيم عندما كانت عيناه «تقطران» الدموع «واحمّر وجهه من البكاء» ( أي 16: 16 ، 20).

لقد جلس أيوب «في وسط الرماد» صامتًا منطويًا على نفسه سبعة أيام وسبع ليالٍ، وجلس معه أصحابه الثلاثة ولم يكلمه أحد منهم بكلمة رثاء. صمتت شفتاه ويبست روحه بسبب الغم الثقيل الذي ملأ قلبه. في تلك الأيام المؤلمة لم يكن يعرف أيوب المتفرد المتوحد شيئًا عن ذاك الذي جاء بيت عنيا معزيًا ومواسيًا.

صحيح إن الأحزان كثيرًا ما تأتي بالأفكار السوداء المُعتمة المبلبلة، ولكن شكرًا لله أنها أيضًا تأتي بالرب نفسه إلى المحزونين، كما جاء إلى محزوني بيت عنيا. ولما رأت مريم الرب، خرّت عند قدميه خضوعًا وترحيبًا بالفرج القريب.

ونحن أيضًا نتذكر وعده «لا أترككم يتامى. إني آتي إليكم» ( يو 14: 18 ). وإذا حل، له المجد، في القلب، فسنعرف وسنختبر محبته الكهنوتية ورثاءه، ومواطن الجفاف والحرقة في النفس ستترطب بمحضره، وتجد النفس في شخصه الكريم عزاءها وسلواها.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net