الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفصح الأول والفصح المتكرر
لا يَحلّ لك أن تذبح الفصح في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك، بل في المكان الذي يختاره الرب إلهك ليحل اسمه فيه. هناك تذبح الفصح ( تث 16: 5 ،6)
يتميز الفصح الأول الذي صنعه بنو إسرائيل عندما كانوا في أرض مصر في بيت العبودية، عن الفصح الذي كان يُمارس سنويًا، بأنه في الفصح الأول كان للدم الأهمية القصوى، ولولاه ما كان لممارسة الفصح أية قيمة ( عب 11: 28 )، الأمر الذي لم يتكرر بعد ذلك، حتى إننا لا نجد أية إشارة للدم بعد ذلك. فإننا نطبّق فاعلية موت المسيح وسفك دمه لأجل احتياجنا للخلاص مرة واحدة. وهذا هو التعليم الذي تركز عليه الرسالة إلى العبرانيين، فالخلاص الذي نحصل عليه من الرب لا يُفقد. أما بعد ذلك فإننا لا نحتاج أن نحصل على خلاص جديد، وبالتالي لا نحتاج إلى رش الدم مرة أخرى، لأن الهلاك قد عبر، والنجاة تحققت، بل كل ما يلزمنا هو أن نتذكر «اصنعوا هذا لذكري».

والفصح الأول في أرض مصر مارسه بنو إسرائيل في بيوتهم، أما بعد ذلك فما كان يجوز لهم أن يفعلوا ذلك، إذ طلب الرب إليهم أن يذهبوا إلى المكان الذي اختاره ليحل اسمه فيه ( تث 16: 5 ،6). ولنا في هذا تعليم هام: أننا في المرة الأولى التي تمتعنا فيها بما لموت المسيح من فاعلية وبركات، عندما كنا ما نزال في بيت العبودية ومحتاجين لرش الدم، كان أمر الرب أن نأكل الفصح في بيوتنا. وروحيًا يشير هذا إلى ما قاله الرسول بولس وسيلا لسجان فيلبي«آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» ( أع 16: 31 )، أما بعد ذلك فما عاد يصلح أكل الفصح في بيوتنا، بل في المكان الذي اختاره الرب ليحل اسمه فيه.

والتطبيق الروحي لذلك هو أن الإنسان يوم تعرّفه بالمسيح المخلص، عندما يعرف أن ابن الله أحبه وأسلم نفسه لأجله، يريد منه الله أن يأكل الفصح في البيت. هكذا السجان في فيلبي عندما سأل: «ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص (أنا)؟» كان الجواب «آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك» ثم «تهلل مع جميع بيته (أو تهلل عائليًا) إذ كان قد آمن بالله» ( أع 16: 31 -34). لكن بعد ذلك عند تذكُّر الخلاص أو المخلِّص، يجب ألا يكون ذلك مع بيتي فقط، بل مع شعب الله، وذلك بأن أذهب لصًنع الذكرى في المكان الذي اختاره الرب ليحل اسمه فيه؛ أي الاجتماع إلى اسم الرب ( مت 18: 20 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net