الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استفانوس والتشبه بالمسيح (2)
وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله .... وصرخ بصوت عظيم: يا رب، لا تُقم لهم هذه الخطية ( أع 7: 55 - 60)
هذه هي المسيحية بمعناها الصحيح، وتلك هي صورة المسيحي الحقيقي الأصلية؛ شخص ممتلئ من الروح القدس، ناظر بالإيمان إلى السماء ومشغول بالمسيح الممجد هناك. وشكرًا لله أنه لا يوجد مانع من جانبه يمنعنا من أن نكون في هذه الحالة، فعمل الفداء قد أُكمل، والخطية قد نُزعت, والنعمة تملك بالبر، والمسيح جالس على عرش الله، والروح القدس نزل إلى هذه الأرض وسكن في المؤمنين أفرادًا وفي الكنيسة إجمالاً.

وغير ممكن لنا أن نطالع الأعداد الأخيرة من الأصحاح السابع من سفر الأعمال، إلا ونشاهد التأثير القوي الذي حصل لاستفانوس بسبب فاعلية الغرض الذي كان متسلطًا على نفسه، مالكًا على شعوره ووجدانه. فبينما نراه مُحاطًا بأشد أنواع الظروف هولاً وأقوى الأعداء بأسًا، ونشاهدهم ينقضون عليه، والموت ينشب أظفاره فيه، نراه رغمًا عن كل هذه المؤثرات لم تَخُر عزيمته، بل كان منشغلاً ومنحصرًا في الأمور السماوية. فقد شَخَص إلى السماء ورأى الرب يسوع. وإذا كانت الأرض رفضته كما رفضت سيده من قبل، فقد انفتحت السماء له، وإذ نظر إليها استمد شيئًا من أشعة المجد المُشرق في وجه سيده المُقام من بين الأموات. ولم يستمد الأشعة لنفسه وكفى، بل عَكَسها على الذين كانوا حوله.

لا شك أن لنا في ذلك درسًا عمليًا مفيدًا. فاستفانوس لم يرتفع فقط بتلك الكيفية العجيبة والمُدهشة فوق الظروف التي كانت تُحيط به، بل استطاع أيضًا أن يُظهر لمُضطهديه وداعة المسيح ونعمته. وهو يوضح لنا بصورة بديعة الآية الواردة في 2كورنثوس3: 18 «ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجد، كما من الرب الروح».

«ناظرين .. بوجه مكشوف» هذا التعبير ينقصه شيء من قوة وجمال الأصل اليوناني الذي يفيد، ليس فقط أننا ننظر إلى المجد، بل أننا نعكس صورته على الآخرين أيضًا. أي أن المسيحي بتفرسه في المجد يستمد شيئًا من أشعته، ثم يعكس تلك الأشعة على الآخرين، وبذلك يتغير إلى صورة سيده بقوة فاعلية الرب الروح. فيا ليتنا نتعمق في هذه الحقائق الجوهرية العظيمة أكثر، ونُظهرها بكل أمانة في حياتنا العملية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net