الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الشارية
وقال الرب لي: اذهب أيضًا أحبب امرأة حبيبة صاحب وزانية، كمحبة الرب لبني إسرائيل ... فاشتريتها لنفسي ( هو 3: 1 ، 2)
ذهب النبي هوشع إلى سوق العبيد ليشتري جومر، التي كانت قد هجرته وذهبت وراء آخرين ظنًا أنهم مُحبيها ومصدر خيراتها وسعادتها!! ( هو 2: 5 ). لكنها اكتشفت عكس ذلك، فبعد أن استغلوها تنكَّروا لها وتركوها، وتردّت في مذلة وهوان، وانتهى بها المطاف جارية تُعرَض للبيع في سوق العبيد.

دعونا نتصور المشهد في ذلك اليوم: ذهب هوشع إلى سوق العبيد، بناءً على أمر الرب له. وبدأ المزاد، وكانت جومر تقف في الوسط، يغطي الخجل وجهها، والرعشة تسري في جسدها، والعرق يتصبب من جبينها. وكانت لا تجرؤ أن ترفع وجهها نحو المُحيطين بها!! يا للعار! يا للهوان!

وإذ بشخص يقف ويقدِّم الثمن المطلوب. ثم يتقدم منها ويفك قيدها، ويكسو جسدها بثوب، ثم يمسك يدها ويهمس في أذنها: "لقد اشتريتك"!! واستفاقت من غيبوبتها، وعرفت أنه هوشع رجلها الذي هجرته وخانته، فانهمرت الدموع من عينيها، وقامت وسارت وراءه وجاءت إلى البيت، وقد انفطر قلبها من محبته.

لقد تكلف هوشع ثمنًا ليسترد زوجته إليه، ودفعه عن طيب خاطر لمحبته لها. ومحبة المسيح كلَّفته ثمنًا باهظًا ليشترينا ويصيّرنا له. لقد «مضى وباع كل ما كان له واشترانا»، لقد صار عبدًا ليحررنا، وسفك الدم الكريم ليشترينا.

هوشع لم يَمُت لأجل امرأته. أما المسيح فقد ذُبح لأجلنا، وستكون ترنيمة المفديين جميعًا في السماء «مستحقٌ أنت ... لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة، فسنملك على الأرض» ( رؤ 5: 9 ، 10).

أيها الأخ المؤمن .. هل تذكر دائمًا أنك افتُديت (تم فكك وتحريرك) «لا بفضة أو بذهب (أثمن الأشياء)، بل بدمٍ كريم، كما من حَملٍ بلا عيب ولا دنس، دم المسيح»؟ ( 1بط 1: 18 ، 19). هل الثمن الباهظ الذي تكلفه فاديك لينقذك ويحررك ماثل دائمًا قدام عينيك، فتهتف مع الرسول المغبوط «ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي»؟

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net