الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أما أنا فأقول لكم
سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتُبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ( مت 5: 43 ، 44)
تركز أخلاق الإنسان المتدين على السلبيات، مثل الفريسي الذي قال في صلاته لله: إنه لا يخطف ولا يظلم ولا يزني. أما المسيحي فإنه تميزه الإيجابيات، لذلك يأتي المسيح هنا بأربعة أمثلة إيجابية، فيقول:

أحبوا أعداءكم: هذه لها علاقة بالمشاعر الداخلية

باركوا لاعنيكم: هذه لها علاقة بالكلام.

أحسنوا إلى مبغضيكم: هذه لها علاقة بالعمل.

صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم: هذه لها ارتباط بالوقت والقلب والذهن، وهي قمة المشاعر والكلام والعمل.

إنها كلمات سماوية لا تصدر إلا من شخص سماوي «انسكبت النعمة على (شفتيه)»، «حلقه حلاوة وكله مشتهيات» ( مز 45: 2 ؛ نش5: 16). فهو يريدنا ليس فقط أن نحوّل الخد لضاربنا (ع39)، بل أيضًا أن نحب هذا الشخص، ليس فقط أن نحتمل، بل أيضًا أن نخدم!!

وحقًا كما قال واحد من القديسين: أن ترد الخير بالشر مبدأ شيطاني، وأن ترُّد الخير بالخير مبدأ إنساني، أما أن ترُّد الشر بالخير، فهذا مبدا إلهي.

والرب لم ينطق بهذه الأقوال السامية فقط، لكنه عاشها أيضًا. فهو إن كان قد قال «أحبوا أعداءكم» فهذا ما أظهره في كل حياته المباركة فوق الأرض والتي فيها تمت كلماته بروح النبوة «بَدَل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلاة. وضعوا عليَّ شرًا بدل خير، وبُغضًا بدل حبي» ( مز 109: 4 ، 5). وإن كان قد قال «باركوا لاعنيكم» فلعلنا نتذكر موقفه من تلميذه الخائن يهوذا. وإن كان قد قال «أحسنوا إلى مُبغضيكم» فإننا لا ننسى موقف النعمة العجيب مع العبد ملخس الذي كان ضمن مَنْ أتوا ليلقوا القبض عليه، وكيف أبرأ الرب يسوع أذنه ( لو 22: 50 ، 51). وإن كان قد قال: «صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» فنحن لا يمكن أن ننسى موقفه من صالبيه، فإن أول ما نطق به بعد صلبه، كان «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» ( لو 23: 34 )!! تُرى أين أقف أنا وتقف أنت بالمقابلة مع هذا المستوى العظيم الراقي؟!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net