الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة العالم
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب ( 1يو 2: 15 )
لا يوجد تباين صارخ بين محبتين، كما توجد بين محبة العالم ومحبة الآب. والوحي يُخبرنا أنه كما أن الجسد يشتهي ضد الروح ( غل 5: 17 )، وكما أن الشيطان هو العدو الشخصي للمسيح ( مت 13: 24 ، 25، 37، 39)، فإن العالم مضاد للآب. قال الرسول يوحنا: «إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب» ( 1يو 2: 15 ). كما قال الرسول يعقوب: «أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله، فمَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 ).

ولا يمكن أن نتصور أسلوبًا أقوى مما استخدمه الرسول يعقوب وهو يحذرنا من محبة العالم. لقد نعتها بأنها زنى روحي، كما قال إنها عداوة لله.

هكذا إلى هذا الحد؟ زنا وعداوة. فكما تخون المرأة رجلها، هكذا المسيحي عندم يريد أن يصادق العالم! ورسول المحبة، الرسول يوحنا، يقول لنا: «لا تحبوا العالم»! وكلمة العالم هنا هي باليوناني "كوزموس"، وتعني النظام الذي ابتدعه الشيطان وجمَّله ليحفظ الإنسان فيه بعيدًا عن الله. وهو نظام من وحي الشيطان، ويكره كل شيء مصدره الله، ومُعادٍ تمامًا له. فهل نتهاون بعد ذلك مع محبة العالم؟!

وجّه أليهو سؤالين إلى أيوب في العهد القديم: «إن أخطأت، فماذا فعلت به (أي ماذا فعلت بالله)؟ وإن كثَّرت معاصيك، فماذا عملت له؟» ( أي 35: 6 ). والإجابة على هذين السؤالين يمكننا أن نفهمها أفضل في ضوء العهد الجديد، وفي ضوء علاقتنا الخاصة مع المسيح. إننا من كلمات الرسول يعقوب، يمكننا أن نقول: إننا إن أخطأنا، فقد كسرنا قلب المسيح الودود، تمامًا كما يحدث عندما تخون المرأة رجلها الذي يحبها. فهي عندما خانته، مع صديقه أو مع عدوه، لم تعمل له شيئًا فعليًا أو ماديًا، لكنها في واقع الأمر عملت الكثير جدًا، لقد كسرت قلبه نظرًا لخيانتها له. هكذا إلى هذا الحد محبة العالم يا قديسي الله!

بل إنها ليست خيانة زوجية فقط، بل هي أيضًا خيانة قومية. بلغة العصر الحاضر، هي انضمام إلى العدو في أثناء الحرب. محبة العالم من هذا المنطلق هي إعلان للحرب ضد الله. «ومَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله»!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net