الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 يوليو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك والهجرة إلى موآب
صار جوعٌ في الأرض، فذهب رجلٌ من بيت لحم يهوذا ليتغرَّب في بلاد موآب هو وامرأته وابناه. واسم الرجل أليمالك. ( را 1: 1 ، 2)
إن الهجرة إلى بلاد وفيرة الغلات تبدو كأنها وسيلة طبيعية للتخلص من ويلات المجاعة، ولكنها ليست وسيلة مضمونة النجاح ولا هي الفكرة السديدة الصائبة. على أن أليمالك وزوجته وابنيه تركوا حقول بيت لحم المُجدبة قاصدين حقول موآب الأوفر محصولاً.

هل كان لدى أليمالك ما يبرر اتخاذ هذه الخطوة الخطيرة أمام ضميره؟ ربما فكر في أنه توجد سابقة لهذا العمل في حياة آبائه الذين كانوا رجال الإيمان، فماذا فعلوا في ظروف مُماثلة؟ لما حدثت في أرض كنعان أول مجاعة مدوَّنة في الكتاب، يذكر أن أبرام «انحدر إلى مصر ليتغرب هناك» ( تك 12: 10 ). ونقرأ أن إسحاق في وقت المجاعة التجأ إلى أرض الفلسطينيين وهي ليست بعيدة عن كنعان كأرض مصر، بل ملاصقة لها كموآب ( تك 26: 1 ). فربما ظن أليمالك أن هذه حالات مماثلة لحالته، فلا غبار على رحيله إلى موآب.

على أن أليمالك لو دقق النظر لعلم أن هذه الحوادث قد تدونت في التاريخ المقدس لتكون عبرة لا قدوة، لأنها لا تصف لنا كمالات الآباء بل نقائصهم كبشر، فلا يجب أن نتمثل بهم في هذه بل نعتبر، لأنه كم من التأثير السيئ على حياة إيمانهم وشهادتهم كان لهروبهم من المجاعات! وكل من إبراهيم وإسحاق قد استعمل التمويه والمواربة في الكلام عن زوجته، فوقف موقفاً مُخجلاً بصفة علنية أمام توبيخات كل من فرعون وأبيمالك. فكم من الضرر قد لحق بشهادتهما لله الحي الحقيقي ضد الآلهة الكاذبة التي كان يعبدها سكان البلاد التي التجأوا إليها!

أجل. لم يكن التمثل بالآباء في هذا الأمر مأمون الجانب، لأن تركهم أرض الموعد لمجرد طلب الطعام كان من عمل الحكمة الإنسانية الباطلة. في دخولهم أرض كنعان أطاعوا دعوة الله، أما في تركهم إياها فقد لبوا نداء مصالحهم الشخصية.

وسواء كان أليمالك قد لاحظ علامات الخطر هذه في حياة الآباء أم لم يلاحظها، فقد اتخذ نفس الخطوات التي اتخذوها تاركاً الأرض التي وعد الرب أن تكون عيناه «عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها» ( تث 11: 12 ) قاصداً أرض موآب، وكانت النتيجة أن مات هناك هو وابناه بغير نسل وزال ميراثه في إسرائيل تبعاً لذلك.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net