الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 يوليو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحبونه وتؤمنون به
الذي وإن لم تروه تحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن، لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرحٍ لا يُنطق به ومجيد ( 1بط 1: 8 )
«تحبونه» و«تؤمنون به». من العسير أن نقول أيهما تسبق الأخرى، أو أيهما أكثر أهمية. نحن لا نستطيع أن نحب دون أن نؤمن، كذلك لا نقدر أن نؤمن دون أن نحب. الإيمان هو النور، والمحبة هي الحرارة، إن دخل أحدهما تبعه الآخر. إنهما ممتزجان معًا كما في أشعة الشمس، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما. ومقدار فرحنا يكون بنسبة وجود هذين التوأمين السماويين في نفوسنا: الإيمان والمحبة.

ألا يوجد فرح في المحبة؟ عندما يتحطم السياج الذي عطلنا سنوات طويلة، وعندما يقدم الاعتراف بالخطية وتُمنح المغفرة، عندما يمتلئ القلب سلامًا، عندما يفتح مفتاح المحبة الذهبي أثمن وأفخر الكنوز المقدسة؟ إن كنا مقتنعين بأنه لا شيء يفصلنا عن محبة المسيح مهما كان فشلنا وعدم أمانتنا، ألا يملأنا هذا بالفرح والبهجة مهما تعاظمت التجارب وتنوعت الآلام التي دُعينا لكي نجوز فيها؟!

ألا يوجد فرح في الإيمان؟ تأمل في مقدار الفرح العظيم الذي يحس به المديون الذي طال سجنه، الغارق في ديونه، عندما يُطلق سراحه وتعود إليه حريته! أو في فرح الأثيم المحكوم عليه بالموت عندما يسمع أنباء الصفح عنه! وهذا أبعد جدًا من أن يمثل لنا الفرح الذي ينشئه الإيمان بأن المسيح قد غفر لنا خطايانا. على أن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد، فالنفس التي تؤمن لا تُشبه فقط المديون الذي عُفيَ عنه، لكنها علاوة على هذا تنال ثروة جديدة جزيلة جدًا، إذ يكون لها نصيب في غنى المسيح الذي لا يستقصى، وفي رضا الله، وفي شرف البنين.

وهذا الفرح «لا يُنطق به» توجد أوقات في حياة المؤمن يشتد فيها الفرح بحيث لا يمكن التعبير عنه، فالكلمات تبدو عاجزة عن التعبير.

وهذا الفرح «مجيد» (أو مملوء مجدًا)، فهو من نفس مادة المجد ـ وإن كان ليس بنفس الحجم ـ الذي ينتظرنا في العالم الآخر. هنالك لحظات نحس فيها بأننا نعيش في السماء ونحن على الأرض، نتلذذ فيها مقدمًا بنهر الحياة ونتذوق فيها عناقيد العنب من كروم أرض الموعد. آه، ليت لنا المزيد من أيام السماء على الأرض، ونحن في طريقنا إلى السماء. وليتنا يكون شعارنا "المسيح في القلب، والسماء في القلب، فالقلب في السماء".

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net