كفاية النعمة

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

الجمعة 20 يناير 2006

تصفح مقالات سابقة

كفاية النعمة

لا تخافي ... إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرًا على وجه الأرض ( 1مل 17: 13 ، 14)

كانت حالة وبؤس أرملة صرفة التي إليها أرسل الله نبيه إيليا، مجالاً لاستعراض كفاية النعمة. وكانت أولى كلمات النعمة التي تضمنتها رسالة النعمة العجيبة هي: «لا تخافي». وتلي ذلك فيض النعمة التي تكفي لسداد كل الأعواز «إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص». ويا لها من رسالة مُشجعة، أن النعمة ستسدد كل الاحتياجات، والموت سيرحل عن البيت!

بعد ذلك نرى تعليم النعمة، فالنعمة ليس فقط تعطي الحياة وتخلِّص من الموت، ولكنها تعلمنا كيف نعيش. فالحياة التي تعطيها النعمة هي حياة معتمدة. وهي لا تعطي مخزونًا في اليد كما تحب الطبيعة أن تمتلك. كان الوعد أن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص. إنه يكفي كل يوم بيومه فقط. لكن لا يوجد مخزون للغد. النعمة تعلمنا أن نعيش بالاعتماد على مُعطي النعمة، وهذا هو الإيمان.

أخيرًا نرى رجاء النعمة. فهناك يوم قادم سعيد، سيعطي فيه الرب مطرًا على وجه الأرض. وكم هو سعيد بحق ذلك البيت، حتى لو كان كوخًا صغيرًا، هذا البيت الذي يحيا بالنعمة، ويسترشد بتعليم النعمة، ويتهلل برجاء النعمة.

وبكيفية أروع وأكمل، تتجلى هذه النعمة في يومنا الحاضر، يوم النعمة. هذه النعمة التي خلصتنا، وهي النعمة التي تكفينا كل يوم في رحلة الحياة ونحن نواجه الأعواز المختلفة.

إن الدقيق يكلمنا عن المسيح الذي قيل عنه: «وأنت تبقى» ( عب 1: 11 )، «وسنوك لن تفنى» ( عب 1: 12 ). إن «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» ( عب 13: 8 ).

والزيت يكلمنا عن المعزي الآخر، الروح القدس، الذي جاء ليمكث معنا إلى الأبد ( يو 14: 16 ). الموارد الأرضية تنضب، ولكن المسيح في المجد، والروح القدس الذي يسكن فينا على الأرض، هما الموارد الإلهية التي لا تنضب.

إن الحياة التي أعطتها لنا النعمة، يمكن أن نحياها فقط بالاعتماد اليومي على المسيح في قوة الروح القدس. وهذه النعمة حملت لنا الخلاص وتعلّمنا كيف نعيش، وأيضًا قد وضعت أمامنا هذا الرجاء الحي المبارك.

محب نصيف


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net