الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهب معنا !
وقال موسى لحوباب بن رعوئيل المدياني حَمِي موسى: إننا راحلون إلى المكان الذي قال الرب أعطيكم إياه. اذهب معنا فنُحسن إليك ( عد 10: 29 )
كان قد حان وقت رحيل الشعب إلى راحة كنعان، وأراد موسى أن يوصّل البركة التي قصَدها الله لشعبه، إلى كل المُحيطين به، ولا سيما من عائلته. وبنفس مشاعر المحبة والوِّد التي كانت لدى موسى من جهة الآخرين المُحيطين به، نقول نحن أيضًا لكل مَنْ لم يقرر بعد مصيره الأبدي، ونحن في بداية عام جديد: «اذهب معنا». نحن لا نعلم كم بقيَ لنا من أيام على هذه الأرض، ولا نعلم إن كان هذا العام سينتهي كما انتهى غيره من الأعوام، أم أنه سيكون عام التقائنا مع المسيح العريس. لذلك، فإننا نقول لكل مَنْ له أذن للسمع: «إننا راحلون من هذا المكان». ورحلتنا ليست من أرض إلى أرض، كما كانت رحلة الشعب قديمًا، بل هي من الأرض إلى السماء.

عزيزي القارئ: لقد جاء المسيح من نحو ألفي عام، وصنع فوق الصليب تطهيرًا لخطايانا، وفتح لنا بموته وقيامته وصعوده إلى يمين العظمة، باب الدخول إلى السماء، ومكانًا معه في بيت الآب. فهل تذهب معنا؟

بالأسف، فإنه بالنسبة لحوباب، كانت أرضه وشعبه أغلى عنده من عطايا الله الصالحة، فلم يكن مستعدًا للتخلي عما له، لكي يلقي قرعته مع شعب الله. لم يكن لحوباب الإيمان الحي، هذا الإيمان الذي عرَّفه أحدهم بأنه: "ليس فقط يصدّق برغم الأدلة، بل يطيع برغم النتائج". ولذلك فقد قال: «لا أذهب»!. ما أبعده إذًا عن نسيبه موسى الذي «بالإيمان» أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مُفضلاً الذُل مع شعب الله، على كنوز مصر وغناها وعظمتها، تلك التي لم ترقَ في نظره إلى عار المسيح، والذُل مع شعب الله!

عزيزي القارئ: من أي الفريقين أنت؟ كثيرون حتى في دائرة الاعتراف المسيحي، ومن بداية الكنيسة، كانوا مثل حوباب، لا يفتكرون إلا في الأرضيات، ولم تكن الدعوة السماوية تعنيهم في شيء. هؤلاء عندما تذكَّرهم الرسول بولس، ذاك الذي كان يسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع، فقد تذكَّرهم باكيًا، إذ أن نهايتهم الهلاك ( في 3: 18 ، 19). وهكذا من كلمة الله نتعلم، أنه لا توجد سوى نهايتين: السماء بأفراحها، أو جهنم بأحزانها ونواحها. فماذا تختار؟ وماذا اتخذت في أعظم قرار؟

ليتك عزيزي القارئ تحسم ذلك الآن!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net