الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاتكال على الرب
مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب ... فإنه يكون كشجرةٍ مغروسةٍ على مياهٍ ... ولا ترى إذا جاء الحر، ويكون ورقها أخضر، وفي سنة القحط لا تخاف، ولا تكف عن الإثمار ( إر 17: 7 ، 8)
إن عبورنا من عام إلى عام، يُشبه مرورنا بشواخص المسافة التي تقيس لنا طريق رحلتنا القصيرة في هذا العالم. إننا نعرف تمامًا ما حدث لنا في العام الذي صار وراء ظهورنا إلى الأبد. أ لم نختبر فيه صلاح الرب وأمانته؟ أ لم نتمتع فيه بكثير من حسنات الرب؟ أ لم نحصل على معونة من السماء في الأوقات التي نسميها "أوقاتًا طيبة"، وأيضًا في أوقات الشدائد والضيقات؟ لا يستطيع أحدٌ منا، أيها الأحباء، أن ينكر ذلك. فجدير بنا إذًا أن نلخص كل الماضي بالقول: «باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حَسَناته» ( مز 103: 2 ). ونحن مفديو الرب نمجده «من أجل الرحمة» ( رو 15: 9 ). ومن أجل الخلاص الأبدي والامتيازات الثمينة، كما لأجل كل إحساناته وبركاته التي ننالها في حياتنا اليومية. يجب أن لا ننسى واحدة منها، بل نشكره باستمرار لأجلها.

وشواخص المسافة التي في طريقنا، تذكّرنا بأن حياتنا قصيرة «لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل» ( يع 4: 14 ). لذلك يحسن بنا في مناسبة مرور عام، أن نصلي مع المرنم قائلين: «إحصاء أيامنا هكذا علّمنا، فنؤتى قلب حكمة» ( مز 90: 12 ).

أما من جهة المستقبل، فالعام الذي دخلنا فيه مُغلق أمام كل منا. ومَنْ ذا الذي يستطيع أن «يُخبر الإنسان بما يكون بعده تحت الشمس»؟ ( جا 6: 12 ). والإنسان الطبيعي المسكين ـ رجل العالم إذ يرى السنين تمر سراعًا، ولا قِبَل له على الموت الذي يأتيه مُباغتًا، يسعى لأن يمتع نفسه بكل مُغريات الحياة في ليلة رأس السنة الجديدة، فيأكل ويشرب في وسط جلبة وضوضاء يحاول بها أن يغلق عينيه عن الحقيقة المُرعبة، ويصم أذنيه عن صوت الضمير المُحتج.

أما المؤمن فليس هكذا، لكنه يثق في عناية أبيه المُحب، ويعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده ( رو 8: 28 ).

والآيتان المُقتبستان من نبوة إرميا، نرى فيهما بركات الرجل المتوكل على الرب بالمقارنة مع الشجرة المغروسة على المياه. قد يكون في السنة المُقبلة شيء من "الحر" وقد يكون فيها شيء من "القحط"، ولكننا نثق في الرب بأننا "لا نخاف ولا نكف عن الإثمار", بل سيستخرج لنا الرب من الظروف الصعبة بركات لنفوسنا.

ج. ستوبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net