الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 نوفمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نظرة الإيمان
وقال داود: الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدُب ، هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني ( 1صم 17: 37 )
لا شيء يستطيع أن يَهَبنا القوة الكافية، مثل اعتقادنا الراسخ بأننا عاملون "لأجل الرب" وبأن الله "يعمل معنا". إيمان كهذا يعلو فوق كل صعوبة ويرتفع بالنفس فوق المؤثرات البشرية ويُحضرها إلى دائرة القوة، ومتى تأكدنا من أننا نقف بجانب الله، وأن يده تعمل معنا، استطعنا أن نؤدي الخدمة والشهادة بأمانة «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» ( في 4: 13 ). وهكذا، فإن أضعف مؤمن، يمكنه أن يفعل كل شيء في المسيح. ولكن العين البشرية متى نظرت إلى هذا المؤمن الضعيف، تحكم بأنه من المستحيل أن ينتصر. وهكذا كان الحال مع شاول ملك إسرائيل عندما نظر إلى داود وقارنه بجليات، فإنه قال: «لا تستطيع أن تذهب إلى هذا الفلسطيني لتحاربه، لأنك غلامٌ وهو رجل حرب مُنذ صباه» ( 1صم 17: 33 ). نعم، كان حكمه منطقيًا لأنه قارن لحمًا بلحم. وهل يستطيع أي واحد أن يُخطِّئ شاول في هذا، عند مقارنته مجرد غلام أعزل، بجبار مُدجج بالسلاح؟ ولكن متى قارن الإيمان قوة جليات بقوة الله، استطاع أن يحكم الحكم الصائب. وما أجمل القول: «فقال داود لشاول: كان عبدك يرعى لأبيه غنمًا، فجاء أسد مع دُب وأخذ شاة من القطيع، فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه، ولما قام عليَّ، أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الأسد والدُب جميعًا. وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحدٍ منهما، لأنه قد عيَّر صفوف الله الحي» ( 1صم 17: 34 - 36). هذه مقارنة الإنسان الواثق في الله، فاليد التي استطاعت أن تنقذ من صعوبة، يمكنها أن تنقذ من صعوبة أخرى، ولا يوجد مكان لكلمة "إن" أو "إذا" في مقارنات الإيمان. فداود لم ينتظر علامة، بل قال بإيمان: «عبدك يذهب» لأنه شعر بوجود الله معه في الخفاء، قبل أن يتقدم كخادم لله ولإسرائيل. وكما قال أحد الكُتَّاب: إن داود لم يفتخر بقتله الأسد والدُب، إذ لم يُخبر أحدًا قبل الآن بهذه الواقعة، ولم يكن ليذكرها إلا ليبرهن على شدة يقينه في نتيجة العمل الذي سيدخله، إذ يريد أن يثبت أنه ليس بقوته يتقدم، بل بقوة رب الجنود. وهكذا الحال في أمر اختطاف بولس إلى السماء الثالثة، إذ ظلت هذه الحادثة مدفونة في طي الكتمان مدة أربع عشرة سنة، ولم يكن ليذكرها، لو لم تضطره مُباحثات الكورنثيين الغبية إلى ذلك.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net