الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 نوفمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاشتراك في آلام المسيح
كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مُبتهجين ( 1بط 4: 13 )
من المعلوم أن آلام المسيح التي فاقت كل حد، تقف كمعالم فريدة في كل العصور، فلا يوجد حزن شبيه بحزنه الذي ذاقه في اليوم الذي فيه ضرَبه الله بسيف عدله «تطلعوا وانظروا إن كان حُزن مثل حُزني الذي صُنع بي، الذي أذلني به الرب يوم حُمو غضبه؟» ( مرا 1: 12 )، لكن هناك ما يفيد بأنه ينبغي علينا أن نحتمل كل ألم، إذا أردنا أن نشهد له حقًا. فهو إذ يحيا فينا، لا بد أن يلقى نفس المُعاملة التي لقيها وعومل بها لما كان في أيام جسده على الأرض.

نحن نعلم حقًا بأننا لن نستطيع أن نشترك معه في آلامه الكفارية على الصليب، لكننا يجب علينا جميعًا أن نختبر شيئًا من آلامه الأخرى التي احتملها حين جُرِّب، وحين رأى بسابق علمه مصير البشر الخطاة، فبكى. وحين واجه مواقف الأشرار المُعادية، وحين احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه، وحين أحنى رأسه في خضوع لإرادة الله المقدسة، متألمًا في إتمامها. وكم هو جميل أن نشاركه أي شيء، حتى لو كان هذا الشيء هو الآلام.

قال أحدهم عن السيد: أنه كان دائمًا يهرب كلما أرادوا أن يجعلوه ملكًا، لكنه قدَّم وسلَّم نفسه باختياره عندما أرادوا أن يصلبوه. وليتنا نضع هذا في أذهاننا، فلا نتردد عن ترديد الكلمات النبيلة التي نطق بها إتاي الجتي لداود الملك: «حي هو الرب وحي سيدي الملك، إنه حيثما كان سيدي الملك، إن كان للموت أو للحياة، فهناك يكون عبدك أيضًا» ( 2صم 15: 21 ). وسوف يُجيبنا الرب كما أجاب داود، ذاك الذي جاءه لائذًا بالفرار: «أقم معي. لا تخف، لأن الذي يطلب نفسي، يطلب نفسك، ولكنك عندي محفوظ» ( 1صم 22: 23 ). نحن نشترك في آلامه، وهو يشترك في آلامنا.

أحبائي ... أما يليق بنا أن نتبع قائدنا؟! أ يليق أن يحمل «ربي وإلهي» الصليب، ونُحمل نحن إلى السماء على فراش وثير؟! أ يليق أن يذهب هو إلى السماء عبر بحار الحزن والألم، بينما نتخذ نحن طريقًا سهلاً؟! إن كان كل عضو من أعضاء جسده الطبيعي، في أيامه على الأرض؛ أي القدمان واليدان والرأس، الكل قد اشترك بنصيبه في احتمال الآلام، ولم يتخّل عضو واحد، فهكذا ينبغي أن كل عضو في جسده الروحي ـ أي الكنيسة ـ يتوقع أن يشترك في آلامه؛ في رفضه واحتقاره في كل الأجيال التي يجوزونها.

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net