الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلفة التجسد وغرضه
أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي ( يو 17: 24 )
ابن الله الأزلي، صار في ملء الزمان ابن الإنسان، الكلمة الأزلي صار جسدًا وحلّ بيننا، وخالق العالم وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، والموجود باستمرار في حضن الآب، كان كطفل لا حول له، راقدًا في حضن أمه. كان ابن الله خاضعًا لأبويه الأرضيين، وهو الذي أمامه تسجد وتجثو أجناد السماء، وعاش مجهولاً حتى بدأ خدمته، ولم يكن يُعرف إلا بابن النجار.

كان دائمًا في شركة مع الله خاضعًا للآلام، راضيًا في طريق محبته للخطاة أن يأخذ مركزهم فوق الصليب، لأنه جُعل خطية، وتُرك من الله لأجلنا ( 2كو 5: 21 ). تحمَّل كل ضُغطة ودينونة الله ضد الخطية لأجلنا. نعم في محبته غير المحدودة وصلاحه الفائق، كان: «رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن» ( إش 53: 3 ).

ولقد رجع الابن للسماء التي نزل منها، ليُكمل عمل محبته لفائدة بني آدم. رجع إلى ذلك المجد الذي كان له مع الآب قبل كَون العالم. إن ابن الله الأزلي هو الآن جالس كإنسان على العرش. وفي هذا المكان السماوي، سوف يضم إليه كل الذين أعطاهم حياته. سيكونون على صورة وشبه ابن الإنسان المُقام من الأموات بالمجد. في ذلك اليوم العظيم المبارك القريب، سوف يُبتلع الموت إلى غَلَبة ( 1كو 15: 54 ) وسيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ( في 3: 21 ). كل أولئك الذين من أجلهم تحمَّل الموت، سوف يشرقون في سَنَا مجده. فهو يقول لأبيه: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد» ( يو 17: 22 ). هناك لن يكون أي أثر للنجاسة، حيث لا عيب ولا ضعف، ولا أي شيء مما هو حاصل الآن في أجسادهم الفانية. هناك سيكونون معه إلى الأبد وسيرى من تعب نفسه ويشبع ( إش 53: 11 ) ومعهم سوف يسكت في محبته. مَنْ يقدر أن يصف هذا الفرح الذي سوف يملأ قلبه حينذاك، ذاك الذي كان يملأ الفرح قلبه عندما يضع الخروف الضال الذي يجده فوق منكبيه، كيف يكون الأمر بالنسبة له، عندما يكون كل مفدييه حوله في الفرح الأبدي.

قصد التجسدِ العظيمْ حسبَ مشوراتِ الأزلْ
أعلَنَهُ الفادي الكريم على الصليبِ كالحَمَلْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net