تكبُّر قلبك قد خدعك... إن كنت ترتفع كالنسر، وإن كان عُشك موضوعًا بين النجوم، فمن هناك أُحدرك. يقول الرب(عو3، 4)
الكبرياء هو علة سقوط الشيطان (إش14؛ حز28)، وكذا الإنسان (تك3؛ عو3). «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 )، بل إن الرب يبغض «العيون المتعالية» ( أم 6: 16 ).
ولكي يكتم الله الكبرياء عن الإنسان، ينذره مرة ومرات، ثم يختم على تأديبه ( أي 33: 16 ، 17). فها نبوخذ نصر، رغم اختباراته في دانيال2: 3، 4، وبرغم مشورة دانيال الصالحة له أن يفارق خطاياه بالبر، وآثامه بالرحمة للمساكين ( دا 4: 27 )، لكنه عند نهاية اثني عشر شهرًا، كان يتمشى بكبرياء وخيلاء على قصر مملكة بابل، مُفتخرًا متعظمًا بقوة اقتداره وبجلال مجده!! وفي التو، وقع قضاء الله من السماء عليه، فزال المُلك عنه، وطُرِد من بين الناس، وكانت سُكناه مع حيوان البَر، وأطعموه العُشب كالثيران. وبعد سبعة سنين، رفع عينه إلى السماء، فرجع إليه عقله، وبارك العلي وسبَّح وحمد الحي إلى الأبد، الذي كل أعماله حق وطرقه عدل «ومَنْ يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله» (دا 4).
ويعوزنا الوقت إن أخبرنا عن بيلشاصر الملك الذي تعظم على رب السماء وشرب الخمر في آنية بيت الرب وهو يسبح آلهته (دا 5)، أو عن هامان الأجاجي الذي ابتغى السجود لنفسه، وكيف كانت النهاية مريرة (أس7). ولذلك نحن نضع أمامك ـ عزيزي القارئ، بعض نتائج الكبرياء:
1ـ نزول بلا قرار: «أنزل الأعزاء عن الكراسي» ( لو 1: 52 )، «كبرياء الإنسان تضعه» ( أم 29: 23 ).