الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكمة السماوية
مخافة الرب رأس المعرفة، أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب ( أم 1: 7 )
طبقًا لرسالة تيموثاوس الثانية 3: 16، 17 فإن «كل الكتاب ... نافع» من أربعة وجوه:

أولاً: للتعليم؛ أي أن نعرف ما هو صحيح. ثم للتوبيخ: أي أن نعرف ما ليس بصحيح. وللتقويم: أي كيف نكون في الوضع الصحيح. وأخيرًا للتأديب الذي في البر؛ أي كيف نظل فى الوضع الصحيح.

وإننا نجد هذه الفائدة الرُباعية مُتمَّمة في سفر الأمثال الموحى به من الله ليعلمنا عن الله، والإنسان، والخطية، والخليقة، وعن طائفة من الموضوعات التعليمية الأخرى. والأمثال توبخ الخطاة لكذبهم، وكسلهم، وإدمانهم الشراب، وشرورهم الأدبية والعديد من السقطات الشخصية الأخرى.

ولا يقف سفر الأمثال عند هذا الحد، بل هو أيضًا يحقق التقويم، إذ يخبرنا كيف نرجع عن الخطية ونُصلح طُرقنا. ثم نجد في الأمثال التأديب الذي في البر، إذ يُخبرنا كيف نرتاد طريق الحكمة، فلا نضل ثانية.

هذا وإن البون شاسع بين الأمثال التي يصوغها البشر، وبين الأمثال الموحى بها من الله. فثمة تعارض لا يُنكر بين أمثال البشر. ويكفي أن نستعرض مَثَلين من صُنع البشر. المَثَل الشعبي يقول: "قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها"، لينصح الناس بالحذر. ثم انظر مَثَلاً ثانيًا يتعارض مع الأول ومؤداه: "لا تتردد، بل اغتنم الفرصة". لينصح الناس بعدم التردد وعدم التروي. وإن الأمثلة على تعارض الأمثال التي يصوغها البشر لكثيرة. أما الأمثال المدوَّنة في الكتاب المقدس، فهي متسقه مع بعضها، ومتفقة مع الإطار العام للحق الإلهي المُعلن في الكتاب المقدس. ثم أن أبناء الله لهم روح الله ليرشدهم، بينما هم يطلبون حكمة الله في كلمة الله، فالروح القدس هو «روح الحكمة» ( إش 11: 2 ؛ أف1: 17).

بيد أن ثمة سؤال يطرح نفسه: لماذا كُتِبَ سفر الأمثال؟ .. فنقول أولاً: هو كُتِبَ في صورة أمثال ليظل حيًا في الذاكرة، خصوصًا إذا عرفنا أن عامة الشعب وقتذاك لم تكن تمتلك نسخًا من الوحي المقدس. ثم نقول ثانيًا أن الغرض من كتابته موضح في فاتحة السفر: «لمعرفة حكمةٍ وأدبٍ ... لتُعطى الجهّال ذكاءً، والشاب معرفةً وتدبرًا. يسمعها الحكيم فيزداد علمًا، والفهيم يكتسب تدبيرًا. لفهم المَثَل واللغز، أقوال الحكماء وغوامضهم» ( أم 1: 2 - 6).

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net