الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شجرة الحياة وشجرة المعرفة
وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل، وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر ( تك 2: 9 )
لقد ارتبطت شجرة معرفة الخير والشر بالموت ( تك 2: 17 )، واللعنة ( تك 3: 17 )، وهكذا المسيح إذ عُلق على الخشبة (الشجرة) فإنه ذاق بنعمة الله الموت ( عب 2: 9 ) وصار لعنة لأجلنا ( غل 3: 13 ).

لقد كانت شجرة الحياة وبجوارها شجرة المعرفة في وسط الجنة، لكن يا للعجب، فإن الصليب الأوسط اجتمعت فيه الشجرتان معًا، نعم، ففي أي مكان أكثر من الصليب، يمكننا أن نرى الخير والشر مُجتمعين معًا؟ إنهما قد اجتمعا هناك كما لم يجتمعا في أي مكان آخر من بدء الزمان إلى نهايته.

لكن ليس معرفة الخير والشر فقط، بل الحياة أيضًا. نعم الشجرتان في الصليب اتحدتا معًا في شجرة واحدة، فاحتمل المسيح وحده لعنة الخطية وصار لكل المؤمنين به مصدرًا للحياة الأبدية. والآن، فإن كل مَنْ ينظر إلى المسيح بالإيمان يحيا، وسيكون له عن قريب ملء التمتع من الأكل من شخصه كشجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، حيث لا نعود نسمع في ما بعد عن الشجرة التي تجلب الموت أو اللعنة.

لقد أثبت الصليب بما لا يدع مجالاً للشك، كذب الشيطان ومُخاتلته، فليس هناك ـ كما ادّعى الكذاب ـ أدنى تحفظ في عطاء الله، ولا أي حدود في محبته؛ فلقد أعطى أفضل مَنْ في السماء لأردأ مَنْ على الأرض. ولأجل هذا أُظهر ابن الله لينقض أعمال إبليس. وقبل أن تُنقض تلك الأعمال في الكون، فإنها من الآن نُقضت في قلوب المفديين.

«بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا»، «بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» ( 1يو 3: 16 ، 4: 9، 10).

أيها الأحباء .. إن المسيحية الحقة، ليست في معرفة الخير والشر، ولا هي حتى في عمل الخير والامتناع عن الشر، بل هي في النظر إلى المسيح بالإيمان، والأكل منه بالإيمان، ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي».

أيها الشاب، أيتها الشابة، أيها الكبار والصغار في كل مكان، أسرعوا إليه الآن، وامكثوا لديه في كل أوان.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net