الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مكان سجودنا الآن، ومدلوله
قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب ( يو 4: 21 )
من كلام المسيح مع المرأة السامرية في يوحنا 4 نفهم أن سجودنا المسيحي، لا يعتمد على مكان معين، بل حالة. إنه ليس في هذا المكان أو ذاك، بل ينبغي أن يكون سجودًا بالروح والحق.

ويستكمل الرسول في الرسالة إلى العبرانيين توضيح الصورة، التي لم يكن ممكنًا للمسيح أن يشرحها في أثناء وجوده بالجسد على الأرض ( يو 16: 12 )، فيذكر أن سجودنا الآن ليس في الأرض على الإطلاق، بل هو في محضر الله نفسه، في الأقداس السماوية عينها ( عب 9: 24 ، 10: 19).

ونحن نعلم أنه نتيجة عمل المسيح على الصليب، قد انشق الحجاب الذي كان يفصل بين القدس وقدس الأقداس ( مت 27: 51 ). هذا الأمر الذي يدل على أن الله الآن يرحب بكل المؤمنين بعمل المسيح على الصليب، وما عاد هناك فاصل يفصل بينهم وبينه.

والسؤال أنه إذا كنا نحن بأجسادنا ما زلنا نعيش على الأرض، فكيف نقول إن سجودنا داخل الأقداس السماوية؟ كيف يمكننا الدخول إلى "السماء عينها" لنقدم هناك سجودنا للآب؟

والإجابة: أن ذلك يتم بواسطة الروح القدس. فالروح القدس الذي هو أقنوم في اللاهوت، وهو أيضًا ساكن في قلوبنا، يمكّننا من أن ندخل إلى محضر الله عينه. هذا ما أشار إليه الرسول بولس عندما قال: «لأن به (أي بالمسيح)، لنا كلينا (أي يهود وأمم)، قدومًا في روح واحد إلى الآب» ( أف 2: 18 ). هنا نحن نجد أقانيم اللاهوت الثلاثة مذكورين: فالقدوم هو للآب، وبالمسيح، وفي الروح القدس.

لقد أعطانا المسيح الأهلية للدخول إلى الأقداس بعمله فوق الصليب، لكن القدوم هو أكثر من مجرد حق الدخول. فالمسيح بموته وسفك دمه أعطاني حق الاقتراب إلى ذات محضر الله، وهذا معنى القول إنه لنا بالمسيح قدوم للآب. لكن الذي يمكّننا فعلاً من الدخول إلى ذات محضر الله هو الروح القدس. كأنه يصحبني عند القدوم إلى الآب، كأنه يمسك بيدي عند الدخول للسجود، كما ويجعل هذا الدخول مُحببًا لنفسي. وفي هذا، فإن الروح القدس هو الأقنوم الإلهي المختص بعمل التوصيلة. ويا له من امتياز عظيم! فلنا الحق بصفة دائمة أن نقترب إلى عرش الله ذاته، الذي صار لنا «عرش النعمة». فهل نحن نتمتع بهذا؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net