الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خدمات المخدع
يسلم عليكم أبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله ( كو 4: 12 )
لخدمات المخدع مزايا للذين يمارسونها والذين تُمارس من أجلهم، فهي خدمات هادئة تؤدَّى في السكون، وفي حالة الوحدة والخشوع في حضرة الله، بعيدًا عن غوغاء العالم ومناظره. وما كان أقل ما يعرفه الكولوسيون عن خدمات أبفراس الحُبية الحارة لهم، لو لم يدوّنها الروح القدس، بل ربما رماه البعض منهم بالتقصير في الاهتمام بهم والغيرة من أجلهم. وربما وُجد بينهم، كما يوجد الكثيرون الآن، مَنْ يقيسون اهتمام الإنسان وعواطفه بزياراته ورسائله. ولكن كان يجب على الكولوسيين أن يروا أبفراس جاثيًا على ركبتيه حتى يتمكنوا من الحكم على عنايته بهم ومحبته لهم. لأنه لا يوجد شيء سوى المحبة للنفوس وللمسيح، استطاع أن يدفعه للمُجاهدة من أجل شعب الله، لكي يثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله.

على أن خدمات المخدع الثمينة لا تتطلب موهبة خاصة، بل يستطيع كل مسيحي أن يمارسها. فإن لم يكن للجميع مقدرة على التبشير أو التعليم أو الكتابة، فإن للجميع مقدرة على الصلاة. نسمع أحيانًا عن "موهبة الصلاة"، ولكن هذا التعبير غير صحيح، وغير موافق لكلمة الله، لأن الذين يقولونه يقصدون به طلاقة اللسان في ترديد ما يَرِد على الذاكرة من الحقائق الكتابية المعروفة. وليس هذا ما كان عليه أبفراس، ولا ما نحتاج إليه الآن. ولكننا نحتاج إلى روح صلاة حقيقية، روح تشعر بحاجة الكنيسة تمامًا، وتأتي بهذه الحاجة إلى عرش النعمة بالتضرعات الحارة بكل لجاجة وثقة. ويمكننا أن نتدرب على هذه الروح في كل الأوقات والظروف. فالصباح والظهر والمساء ونصف الليل، كلها أوقات مناسبة لخدمة المخدع، ويمكن للقلب أن يهرع إلى عرش النعمة بالصلاة والتضرع في أي وقت من الأوقات، فيجد أذني أبينا مفتوحتين، وحضرته المباركة مُرحبة به. نجده مستعدًا أن يسمع ويستجيب، كيف لا، وهو الذي قال: «اسألوا .. اطلبوا .. اقرعوا» ( مت 7: 7 ) «ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمَّل» ( لو 18: 1 ) «وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه» ( مت 21: 22 ). «وإنما إن كان أحدكم تُعوزه حكمة، فليطلب من الله» ( يع 1: 5 ). هذه الكلمات عامة، تنطبق على جميع أولاد الله. فأضعف مؤمن يقدر أن يصلي وينتظر إجابة صلاته وينالها، ثم يرجع ليعطي مجدًا لله.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net