الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جاذبية شخصه
وبعد هذا خرج فنظر عشارًا اسمه لاوي جالسًا عند مكان الجباية، فقال له: اتبعني. فترك كل شيء وقام وتبعه ( لو 5: 27 ، 28)
ما أعظم الجاذبية التي لا بد أن كانت في شخص الرب للعين والقلب اللذين استضاءا بنور الروح القدس، والرُسل هم خير شاهد على ذلك. فهم لم يعرفوا عنه إلا قليلاً من الوجهة التعليمية، ولم يستفيدوا شيئًا من بقائهم معه من الوجهة المادية، ومع ذلك فقد أمسكوا به وتعلقوا بشخصه. ولا يمكن أن يُقال إنهم استفادوا من قوته على عمل المعجزات. فعندنا من الأسباب ما يجعلنا أن نحكم بأنه، عادة، لم يستخدم هذه القوة لهم، ومع ذلك فقد مكثوا معه، ولأجل خاطره تركوا بيوتهم وأهلهم. فأي تأثير كان لشخصيته على النفوس التي أعطاها له الآب!

على أن هذا التأثير وتلك الجاذبية قد شعر بها أشخاص ذوي أمزجة متضادة، فنرى توما المتشكك البطيء القلب، وبطرس المُلتهب الجسور، قد اجتمعا معًا حوله وبقُربه. أ فلا نتأمل هذه الأمثلة، أمثلة قُربه منا ومعزّته لدى قلوب مثل قلوبنا، ونرى في هذا أيضًا عربونًا لِما سيصير لنا جميعًا، حين نجتمع من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، من كل لون وطبع وجنس من العائلة البشرية، ونوجد معه إلى الأبد؟

إننا نحتاج إلى معرفته شخصيًا أكثر مما نعرفه الآن. لقد كانت للرسل هذه المعرفة في تلك الأيام الأولى، فشعَرَت نفوسهم بقوة تلك المعرفة وسلطانها عليهم. وإننا محتاجون إلى الكثير منها. قد نكون مشغولين بمعرفة حقائق عنه، وقد نكون حاذقين في ذلك، ولكن التلاميذ مع بساطتهم يتركوننا مع كل معلوماتنا خلفهم، وبعيدًا عنهم في ميدان محبتهم وعواطفهم نحوه. ولا أتردد في أن أقول بأنه جيد لنا أن تنقاد قلوبنا إليه بجاذبية شخصه، أكثر مما تنقاد بمعرفتنا عنه (أعني المعرفة التعليمية).

قال واحد، وقوله حق: "إن من أخص مميزات الإيمان المسيحي وسر قوته، هو أن كل ما فيه وكل ما يقدمه متجمع في شخص. وهذا ما قد جعله قويًا حيث ضعف كل شيء آخر، فليس لنا مجرد خلاص، بل أيضًا مخلِّص، وليس لنا فداء فقط، بل أيضًا فادٍ. ويا له من فرق هائل، بين أن تخضع نفوسنا لدستور مُعقد مليء بالقوانين، وبين أن نرمي بأنفسنا على قلب ينبض! بين قبول نظام، وبين التعلُّق بشخص حاضر وحي لجميع العصور والأجيال.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net