الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 3 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة التحدي والانتصار
إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟ ... مَنْ سيشتكي على مُختاري الله؟ ... مَنْ هو الذي يدين؟ ... مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ( رو 8: 31 - 35)
ما أحلى الترنيم عندما تكون لغته هي لغة التحدي، ولحنه هو لحن الانتصار. فالمرنم في مزمور93 لا يتجاهل واقعه، بل يتحداه. إنه لا ينكر ظروفه الصعبة، ولا يطمئن نفسه بأن كل شيء سيكون على ما يُرام، كلا، لكنه على العكس، فهو يراها بكل شراستها ويستشعر كل قسوتها، لكن الجميل أنه يرى ويستشعر دون أدنى خوف منها! بل أنه يتحداها بقدرة إلهه، بل بإلهه القادر.

هذا الإيمان عينه هو الذي جعل بولس يرنم أشهر ترنيمة في العهد الجديد في رومية8، تلك الترنيمة التي كتبها بلغة التحدي ولحّنها بلحن الانتصار؛ وفيها تحدى كل أنواع الآلام، بل وكل صنوف الأعداء. الترنيمة التي بدأها بأشهر تحدي: «إن كان الله معنا، فمَنْ علينا؟»، وختمها بأروع تحدي عندما قال: «مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟».

وعندما أعلن هذا التحدي الأخير، برز له في الحال سبعة مُحاربين أشدّاء، قابلين التحدي، ومُعلنين قدرتهم على فصله عن محبة المسيح، ومنع وصولها إلى قلبه وعقله، وجعله يتشكك من جهتها. محاربون، كل واحد منهم أشد من سابقه؛ أولهم هو أكثر ما يقابلنا: الشدة، وآخرهم هو أصعب ما يمكن أن يقابلنا: الموت، وليس الموت العادي، بل الموت قتلاً بالسيف.

فإذ به يبارزهم جميعًا، أحيانًا فرادى، وأحيانًا أخرى جماعات، إلا أنه في كلتى الحالتين لم يتركهم إلا جثثًا هامدة! وخرج من معاركه معهم رافعًا صوته بهتاف، مغنيًا ترنيمة الانتصار قائلاً: «مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أ شدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوعٌ أم عُري أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب: إننا من أجلك نُمات كل النهار. قد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظُم انتصارنا بالذي أحبنا»!!

بل استطاع بعدها أن يُعلن عن يقينه الشديد من جهة تحقيق الانتصار على أي عدو آخر من المتحدين! فأضاف لقائمة السبعة الأُول قائمة جديدة من عشرة، بدأها بما انتهى إليه في القائمة الأولى، أي بأصعب ما فيها! فقال: «فإني متيقنٌ أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» ( رو 8: 31 - 39).

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net