الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 مارس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ساعة الإحياء
الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله ( يو 5: 25 )
هذه الساعة تُشير إلى كل فترة النعمة الحاضرة، الفترة المُسماه: "تدبير نعمة الله". ويقول المسيح عن هذه الساعة إنها أتت بالفعل، فهي بدأت بظهوره بالجسد، وخروجه ـ تبارك اسمه ـ للخدمة. وفي هذه الساعة يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يحيون.

لقد تعجب السامعون في ذلك اليوم مما قاله المسيح (ع28). وأعتقد أن الآية السابقة تحتوي على ثلاثة أسباب على الأقل تدعو الإنسان الطبيعي إلى التعجب من كلام المسيح:

السبب الأول: أنه بحسب هذه الآية يُنظر إلى الإنسان بصفة عامة أنه ميت بالذنوب والخطايا. فرغم كون جميع اليهود أولاد إبراهيم، ورغم كون الغالبية العُظمى منهم حريصين على الممارسات الدينية، ورغم تحلي البعض منهم بمكارم الأخلاق، فإنهم يُعتبرون ـ رغم كل ذلك ـ أمواتًا روحيًا. فيقول المسيح: «تأتي ساعة ... حين يسمع الأموات». هذا معناه، أنه لا العقيدة الصحيحة، ولا الممارسات الدينية، ولا السلوك الراقي، يمكنها أن تَهَبنا الحياة!

والسبب الثاني للعجب: هو أن الميت ـ كما نعلم ـ لا يسمع، لكن المسيح يقول هنا: «يسمع الأموات صوت ابن الله». كيف يمكن أن يكون هذا؟ الإجابة إن صوت ابن الله له إمكانية اختراق الموت، وأن يصل إلى المائتين، ويجعلهم يسمعون!

والسبب الثالث للعجب: أن صوت ابن الله بمجرد أن يصل إلى الأموات بالذنوب والخطايا، ولو كان قد مرّ على موتهم عشرات من السنين، ولو كانوا أنتنوا في قبور خطاياهم، فإنهم بمجرد أن يسمعوا صوت ابن الله، فإنهم يحيون!

وإن كانت الجموع تعجبت من كلام المسيح في ذلك اليوم، فإننا نحن أيضًا نتعجب، ليس لِما قال ابن الله، بل لأن الأكثرية من الأموات في ذلك اليوم وحتى اليوم، لم تسمع ولم تَنَل الحياة! فمن العجيب والمُحزن حقًا، احتقار الإنسان لنعمة الله. فماذا بالنسبة لك أنت أيها القارئ العزيز؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net