الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيت الأرملة
فقال لها أليشع: ماذا أصنع لكِ؟ أخبريني ماذا لكِ في البيت؟ فقالت: ليس لجاريتك شيءٌ في البيت إلا دهنة زيت ( 2مل 4: 2 )
هي أرملة أحد بني الأنبياء، الذي كان يخاف الرب، وكانت مُهددة بأخذ ولديها لمواجهة مطاليب دائنها. إن تعرُّض أرملة نبي لهذا الضيق المُذل، إن دلّ على شيء، فإنما يدل على حالة الشعب المنحطة للغاية. لكن المرأة كان لها إيمان مكَّنها من الاستفادة من النعمة التي يُظهرها أليشع، فجاءت إليه وعرضت أمرها عليه، فسألها: «ماذا أصنع لكِ؟ أخبريني ماذا لكِ في البيت؟». ولقد أظهرت المرأة في إجابتها أنها ليست في حاجة عميقة فحَسَب، بل شهدت بأن ما لديها عاجز كل العجز عن سد حاجتها.

والطريقة التي استخدمها أليشع، هي بحق طريقة الرب التي كان يستخدمها هنا على الأرض في أيام جسده، إذ نقرأ أنه لما جاء إليه تلاميذه وأخبروه عن حاجة الجموع، قبل أن يُظهر نعمته، أظهر عدم قدرة التلاميذ لمواجهة الحاجة بسؤاله لهم: «كم رغيفًا عندكم؟». ولقد أظهر هذا السؤال أنه ليس عندهم سوى خمسة أرغفة وسمكتين صغيرتين، ولكن ما هذا لهؤلاء؟ هذا عين ما أظهره سؤال أليشع للأرملة، إذ بيَّن أنه ليس لديها سوى «دهنة زيت». ولكن، كيف يمكن لهذه أن تواجه مطاليب الدائن؟ وكما هيأ سؤال الرب الفرصة لإظهار نعمة الله الغنية، هكذا هيأ سؤال خادم الرب الفرصة لإظهار هذه النعمة أيضًا، فالرب أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين وشَخَص إلى السماء وباركها، وكأنه ربط هذا القليل الذي كان بين أيدي التلاميذ، بموارد السماء الغنية، فواجهت حاجة الجموع وفضل منها. وهذا عين ما حدث في دهنة الزيت التي إذ ارتبطت بقوة الله في غنى نعمته، كان فيها سداد للحاجة وبقي منها.

ونلاحظ أن أليشع استخدم دهنة الزيت التي كانت عند المرأة، كما استخدم الرب الأرغفة وصغار السمك التي كانت عند التلاميذ، وفي كلتا الحالتين، كان الزيت والخبز والسمك من الله، لذلك لم تُهمل. والله لا يسمح بوضعنا في ظروف لا تحمل علامة على ما أعدته رحمته. قد يكون هذا الشيء قليلاً وغير كافٍ، لكن الإيمان يقدّر هذا الشيء ويشجع النفس فتهتف قائلة: «الرب مُعيني». لقد أوجد الرب لدى الأرملة، ما كان واسطة لسد حاجتها، ورجل الله قادها إلى كيفية استخدام هذا الشيء اليسير بالاعتماد على الله.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net