الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محمولون في حضنه
كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المُرضعات ( إش 40: 11 )
يا ليت الرب يعطينا الأذن الصاغية لتسمع كيف أن الرب يحملنا، يحملنا برقة «كراعٍ يرعى قطيعه. بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها، ويقود المُرضعات». ويا له من فكر ثمين!

إن هذه الرابطة المقدسة الحلوة، لا يتمتع بها إلا مَنْ كان في وداعة الحملان وبساطة الأطفال. هؤلاء فقط هم الذين يكونون قريبين من قلب الرب ومتوكئين على صدره وهانئين في حضنه.

ومَنْ ذا الذي يختبر أكثر من غيره، القوة والأمن وتسكين الخاطر وهناء البال، لوجوده في هذا المركز الممتاز، سوى المؤمنين الذين يخضعون لكلمته، ويسيرون في طُرقه في إخلاص وبساطة، الذين يفرحون الفرح كله في إتمام إرادته، تبارك اسمه. ولا عجب، ففي حضن الرب وعلى صدره الحنّان، نختبر الفرح والهناء والطمأنينة والسكينة، لأن الرب فيه ما يكفينا «بل كفايتنا من الله» ( 2كو 3: 5 ).

وعن يوحنا قيل «فاتكأ ذاك على صدر يسوع» ( يو 13: 25 ). ومن هذا نستنتج أن المؤمنين يُحملون ويهدأون ويتعزون بالتصاقهم الدائم بالرب نفسه، وفي حضنه يُطعَمون، وداخل ذلك الحِمَى المبارك يَشّب الأطفال ويترعرعون في أجمل صورة وعلى أحسن مثال. ولا عجب إذ عندما نكون ملتصقين بصدره، نسمع دقات قلبه الرقيق ونتذوق حلاوة محبته الفياضة، ونختبر رقة عنايته الفائقة، وداخل ذلك الحِمَى المبارك الأمين، نكون محميين ومحروسين ومحمولين، وأيضًا عندما نكون في حضنه «شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني» ( نش 2: 6 )، وهنا وهنا فقط، نكون محوطين بالأمن الدائم والهناء المُستديم. فيا لها من امتيازات تدعو للدهشة والاستغراب، ويا له من حفظ وحراسة وإعالة يتمتع بها مَنْ له روح الحَمَل الوديع، ويسلِّم للرب طريقه تسليمًا كاملاً.

إذًا فنحن «عليه محمولون» كل الأيام ( إش 46: 30 - 5، 63: 9)، أيام الفرح وأيام الحزن. في أيام الشبع وفي أيام الجدوبة. في أيام فيض البركات الروحية، وفي أيام الحرمان من التعزيات السماوية. في أيام القوة, وفي أيام الضعف. في أيام الاستمتاع بالهدوء والسلام، وفي أيام الإذلال تحت جبروت المُستبدين الطغاة. في أيام التسلية والعزاء، وفي أيام الهم والشقاء.

لورا باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net