الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عثنيئيل، أسد الله
فأقام الرب مخلّصًا لبني إسرائيل فخلّصهم: عثنيئيل بن قناز أخا كالب الأصغر. فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب ( قض 3: 9 ،10)
يذكر الكتاب عن عثنيئيل، الذي أقامه الله مخلصًا، أمرين بهذا الترتيب: ”قضى لإسرائيل، وخرج للحرب“. القضاء أولاً، ثم الصراع مع العدو. ولعلك تذكر أنه في معارك عديدة، ترك الله العدو يهزم إسرائيل. ذلك أنه لم يشأ أن يرتبط اسمه بهم، يوم لم يكن من جانبهم قضاء، حُكم على الذات. فإذا لم يحكم شعبه على ذواتهم، لن يستطيعوا الخروج للحرب.

ولماذا يرفع الشر رأسه فلا نقدر أن نمضي لمواجهته كما ينبغي بقوة الله؟ أ ليس لأننا نخرج قبل إدانة ذواتنا، لأننا فشلنا في أن نضع وجوهنا، ونسأل الله أن يمتحن قلوبنا، ويستأسر كل فكر لطاعة المسيح أولاً، وبعدئذ نتعامل مع الشر. الإنسان الذي يدين نفسه في حضرة الله، هو الذي يستطيع أن يخرج ويُحصّل نُصرة لله، ويهدم الظنون وكل علو يرتفع ضد معرفة المسيح.

عثنيئيل معناه "أسد الله": قوة الله لا قوة الإنسان؛ وهو الذي أخذ ”قرية سفر“ وغيَّر اسمها إلى ”دبير“. وكلمة ”سفر“ تعني ”كتاب“، وأما ”دبير“ فتعني ”قول“. كأن عثنيئيل أخذ هذا الكتاب، الذي نؤمن أنه الموحى به من الله، وجعل منه ـ عمليًا ـ كلمة الله. فالرجل الذي يقضي لإسرائيل أو يحكم عليه، المبدأ الذي يأتي بشعب الله للحكم على الذات، هو المبدأ عينه الذي يدرك ويوقن أن في هذا ”السفر“ الكريم لنا ”كلمة الله“ التي تفحص قلوبنا وتمتحنها. وبها، ككلمة الله، نخلص من الاستقلال عن الله. هَب أن الكبرياء قد رفعت رأسها، والاستقلال ظهر بين شعب الله، كيف السبيل إلى الخلاص منهما؟ أ ليس بأن كلمة الله حقيقة حية بالنسبة لنا، وأن نخضع لسلطانها. إذا كان لشعب الله أن يتحرر من مشيئاته، هل هناك من سبيل سوى الخضوع لكلمة الله؟

أنا لا أستطيع أن أفرض إرادتي على أخي. قد أرى أنه يتصرف ضدًا لمشيئة الله؛ فكيف أهدم مشيئته؟ ليس بإقحام مشيئتي، فهي، كمشيئته، تالفة رديئة. ولكن بتوسيط كلمة الله؛ وإخضاع أخي لها؛ وعندئذ يزول سلطان الشر المضاعف، (إذ يُهزم كوشان، ملك أرام النهرين، الذي معنى اسمه "اسوداد مضاعف")؛ اسوداد شر الانفصال عن الله؛ وعندئذ يُريحنا الله من روح الأنانية، والإرادة الذاتية. هذا هو الدرس الذي نراه هنا مكتوبًا على هذه النُصرة الأولى؛ فإن أول استعباد للذات والاستقلال، قد هدمته الطاعة لكلمة الله وقوة الإيمان الحي.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net