الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سلام ليس للعالم أن يعطيه
فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح ( رو 5: 1 )
عجبًا لعُظم معجزة الصليب! المعجزة المجيدة للمحبة المُخلّصة! ففيها أرى الله مُبعِدًا كل آثامي المُرعبة، كما عرفها هو وقدَّرها. أراه وقد وضعها بجملتها على رأس بديلي المبارك واقتصّ منه بسببها. أرى عجيج عدل الله وتيارات سخطه الذي كان لا بد مُهلكي ـ روحًا وجسدًا ـ في جهنم إلى الأبد، أراها وقد طَمَت فوق ذاك الذي طواعية ناب عني، الذي وفّى كل ما كنت مَدينًا به، والذي منه استوفى الله القدوس حقه، كما كان لا بد أن يستوفيه مني، بدون تساهل أو تغاضي أو مُحاباة أو التماس لعذر. مُحال أن يحدث هذا وقد أشرف الله بنفسه على المحاكمة، فقد كان الأمر يختص بمجده وقداسته وجلاله الأبدي.

كان ينبغي أن تُصان كل هذه بكيفية تمجده في نظر الملائكة والبشر والشياطين. كان بعدل يحق له أن يقذف بي إلى أعماق الجحيم جزاء آثامي، فلم أكن مستحقًا غير ذلك، وليس لي ما أحتج به، ولكن .. هللويا، حمدًا أبديًا لإله كل نعمة. فعوضًا عن أن يحدر بي إلى الجحيم جزاء وفاقًا لشروري، فإنه أرسل ابنه ليكون كفارة عن هذه الشرور. وفي عمل الفداء العجيب، أرى إلهًا قدوسًا قد تعامل مع خطاياي وأجرى قضاءه عليها في شخص ابن محبته الأبدي المساوي له. حقًا «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» ( 1يو 4: 10 ).

يا له من سلام تتمتع به النفس التي تقبل هذا في بساطة الإيمان! نعم، كيف يمكن لإنسان أن يؤمن بأن الله ارتضى بما تم من علاج حاسم لمشكلة خطيته، ولا يشعر بالسلام؟ إن كان الله يقول صريحًا «لن أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» ( عب 10: 17 ) فماذا يعوزنا بعد كأساس لسلام ضمائرنا؟ وإذا كان الله يؤكد لي «قد محوت كغيمٍ ذنوبك وكسحابة خطاياك» ( إش 44: 22 ) وأنها قد طُرحت وراء ظهره ( إش 38: 17 ) إلى الأبد، وأبعدها من أمام عينيه، فكيف لا أتمتع بالسلام؟ وإذا كنت أرى الذي حمل خطاياي على الصليب، جالسًا الآن في يمين العظمة في الأعالي، أ فلا يجدر بنفسي أن تستقر آمنة فيما يختص بخطاياي؟

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net