الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كنا نرجو !
ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل. ولكن، مع هذا كله، اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك ( لو 24: 21 )
لخّص تلميذا عِمواس حالهما في القول: «كنا نرجو». فإن كان الرجاء المُماطل يُمرض القلب ( أم 13: 12 )، فإن الرجاء المفقود يكسره. لم يعلما وقتها أن المسيح الذي مات بحسب حكمة الله ومشورته المحتومة، قد قام ناقضًا أوجاع الموت. وإن كان رجاؤهما فيه أنه هو المُزمع أن يفدي إسرائيل، فإنه بموته وقيامته قد صار فدية يقدم فداءه لكل العالم. وعند نهاية رحلتهما، انفتحت أعينهما وعرفاه ( لو 24: 31 )، وعرفا أن رجاءهما لم يَخِب، بل وقد تحقق ما لم يحلما به، لكن بطريقة إلهية سَمَت عن فكرهما، وفي توقيت إلهي اختلف عن توقيتهما.

والواقع أن نفس القصة، تكررت مع أولاد الله في التاريخ المقدس، كما وتتكرر معنا بذات فصولها، إلى اليوم.

فيوسف في سجنه مظلومًا، لا يرى لنفسه حلاً أو أملاً، نكاد نسمعه يقول: "كنت أرجو أن يذكرني الساقي". وموسى بعد أن أساء إخوته فهم تصرفه حين قتل المصري، نكاد نسمعه يقول: "كنت أرجو أن نتحد معًا، فنقدر على الخلاص من عبودية فرعون". ومردخاي التقي، بعد أن أُحيكت المؤامرة الشيطانية بقيادة هامان الرديء، وخرج أمرٌ لا يُنسخ، نكاد نسمعه يقول: "كنت أرجو ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه". وجاءت الأختان، مريم ومرثا، لتتفقا في قولٍ واحد وجّهتاه للرب: «يا سيد، لو كنت ههنا لم يَمُت أخي!». ولسان حالهما: "كنا نرجو أن تأتي مُبكرًا لمريضنا العزيز. ولكنه مات! وما أكثر الأمثلة.

لكننا نلاحظ أن الرب في كل مرة، كان يتمجد بصورة تفوق إدراك الإنسان. فما أمجد ما قصده الرب ليوسف، مما لم يحلم به. وما أروع خلاصه لشعبه بقيادة موسى، مما لم يكن هناك أروع منه. وما أعظم النجاة، بل والكرامة التي خرج بها مردخاي وجميع شعبه بعد أن خرج أمر الرب. وما أسعد الأختين وقد دفع الرب إليهما لعازر حيًا مُعافى بعد أن أنتن في قبره.

إن الرب في كل مرة، ينظر لنا شيئًا أفضل من أفضل توقعاتنا، ليحقق لنا من خلال ذلك أعظم البركات، في توقيت لا يخطر على بالنا، وفي النهاية يعود المجد كله لاسمه.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net