الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملء الزمان
ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني ( غل 4: 4 ، 5)
لعلك عزيزي القارئ تتساءل: ما المقصود بملء الزمان؟ «ملء الزمان» هو الوقت الذي انتهى فيه اختبار الإنسان. لقد اختُبر الإنسان تحت ظروف متعددة. اُختُبر في حالة البراءة فسقط وصار مُذنبًا، واُختُبر بدون ناموس فكان بلا ناموس، واُختُبر تحت الناموس فكسره. عندئذ نفَّذ الله أسرار قلبه منذ الأزل، وأرسل ابنه إلى هذا المشهد، وأصبح ابن الله إنسانًا، حتى ـ وهو إنسان ـ يبارك الإنسان الساقط ويفديه ويُحضره إلى الله. إن الإنسان بكل علمه واختراعاته وأبحاثه، لم يجد الله. لقد ضلّ عن الله في السقوط نتيجة الخطية ولم يجده بعد ذلك، حتى الناموس لم يسد احتياجاته، لأن الناموس لم يكن إعلان الله عن ذاته، بل كان إعلانًا لحالة الإنسان وعما هو الإنسان، وليس إعلانًا عما هو الله.

وربما يقول: أ لم يعرف الإنسان الله في الخليقة؟ والإجابة هي: لقد عرفه إلى حد ما، ولذلك فهو بلا عذر كما يوضح الرسول في رومية1: 20، فإن قدرته ولاهوته يُعرفان بالخليقة، ولكن هذا ليس ما هو الله في ذاته. «السماوات تحدِّث بمجد الله، والفلك يُخبر بعمل يديه» ( مز 19: 1 )، ولكن هذا ليس هو الله بكامل صفاته. فإنني إذا عرضت عليك يومًا لوحة رائعة، فإنك قد تتأملها بإعجاب وتقول: يا له من فنان رائع، هذا الذي أبدع ورسم هذه اللوحة! يا لها من فكرة! ويا لها من مقدرة فنية هذه التي أنتجت مثل هذه اللوحة! وإذا حدث وأريتك تمثالاً آخر نحته هذا الفنان نفسه وأنتجته نفس اليدان، وتأملت في مقدرة هذا الفنان نفسه، على استخدام الأزميل في التمثال كما الفرشاة في اللوحة، فإنك لا شك تقول: يا له من رجل بارع! عندئذ أقول لك: إنه بارع، ولكنه يدمن الخمر، ويقسو على أولاده ويتركهم يتضورون جوعًا. عندئذ تفهم أنه بالرغم من صوره ونحته، فإن صفاته الأدبية أسوأ ما يكون. وهكذا ندرك أننا لا نستطيع أن نفهم الإنسان ونعرفه من أعمال يديه.

هكذا الله لا يمكن أن يُعرف تمام المعرفة عن طريق خليقته «الله لم يره أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ). ولا يمكن لنا أن نعرف الله، إلا في شخص الابن المبارك؛ ربنا يسوع المسيح ـ تبارك اسمه.

و.ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net