الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أدوني بازق ومُجازاة الله
فقال أدوني بازق: سبعون ملكًا مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي. كما فعلت كذلك جازاني الله. وأتوا به إلى أورشليم فمات هناك ( قض 1: 7 )
أدوني بازق يوضح عمل الشيطان تجاهنا، فهو يضرب شيئين مهمين جدًا، هما الأيدي والأرجل، فالأيدي تتحدث عن العمل، والأرجل تتحدث عن السلوك. وهكذا، فإن أكثر ما يتأثر من هجوم إبليس علينا، هو أفعالنا وسلوكنا، وبهذا يضمن وجود ضمير ملوم، فلا نتقدم إلى الأمام، بل نكتفي بأن «نلتقط تحت مائدته» فقط.

وما أسوأ أن يعيش الملوك عيشة الكلاب. وما أصعب أن يكون هناك سبعون ملكًا يلتقطون تحت مائدة هذا الشرير. وأحد تأثيرات قطع الإبهام، هو عدم استطاعة استخدام السلاح، وفي نفس الوقت عدم استطاعة الأكل بطريقة طبيعية، والاكتفاء بالالتقاط فقط. وهذه هي حالة مؤمن لم يَعِش جو رسالة أفسس. فإذا كنا نقول دائمًا: إن الوضع في سفر القضاة، هو المُعاكس تمامًا لِما في سفر يشوع، وأن سفر يشوع متوافق مع رسالة أفسس، فها نحن هنا نرى ملوكًا تحت مائدة أدوني بازق، ولا عجب، فهذه هي الصورة المُغايرة تمامًا لِما جاء في رسالة أفسس. إننا بحسب رسالة أفسس، أقامنا الله أبونا وأجلسنا معًا في السماويات، وهنا في سفر القضاة، نجد ملوكًا بدون مُحاربة ومصارعة، لا يجدون قوت الحياة!

ولكن سيأتي الوقت الذي سيعاني الشيطان من جرّاء ما فعل «كما فعلت كذلك جازاني الله». ونحن نعلم أنه إلى ذلك الوقت لم يكن ملكٌ في إسرائيل ( قض 21: 25 )، ومن هنا نستطيع أن نفهم شيئًا آخر عن السبعين ملكًا الذين تحدَّث عنهم أدوني بازق. فهؤلاء الملوك لم يكونوا ملوكًا من إسرائيل، ولكنهم من ممالك أخرى وقعوا تحت أسر أدوني بازق وسلطانه. وهذا يعطينا فكرة عن اتساع دائرة عمل أدوني بازق، فدائرة عمله لم تكن إسرائيل فقط، بل كل الأرض. وإذا كان هذا مع الرمز، فماذا عن الشيطان الذي تشمل دائرة عمله كل الأرض ويمتد تأثيره إلى كل العالم.

ثم لنلاحظ أن عمل أدوني بازق اتجه إلى الملوك دون سواهم، وهكذا إله هذا الدهر ـ الشيطان ـ يهتم جدًا ـ حرفيًا ـ بالتحكم والتأثير على مَنْ في يدهم السُلطة، ولكنه، من الجانب الروحي، يهتم جدًا بملوك المستقبل؛ يهتم بنا نحن ـ الذين ليس لنا على هذه الأرض الآن عروش، ولكننا سنشارك المسيح مُلكه قريبًا.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net