الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 16 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الغني ولعازر
فقال إبراهيم: يا ابني، اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزَّى وأنت تتعذب ( لو 16: 25 )
قصة واقعية رواها المسيح ليكشف الستار عما وراء القبر. ونتعلم من هذه القصة بعض الدروس النافعة:

1ـ لا يذكر الرب اسم الغني «لا أذكر أسماءهم بشفتيَّ» ( مز 16: 4 ). ولكنه يذكر لعازر لأنه «القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم» ( مز 16: 3 ).

2ـ الاختيار والدعوة بالنعمة، غالبًا ما يكون للجهَّال والضعفاء والأدنياء والمُزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود، «لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه» ( 1كو 1: 26 - 29).

3ـ مشاهد حياتهما مُتباينة: الأول غني، يلبس البزّ والأرجوان، وهو يتنعَّم كل يوم مُترفهًا، وبالإجمال: «استوفى خيراته»، ولعازر مسكين، مطروح عند باب الغني مضروبًا بالقروح، يشتهي أن يشبع من الفُتات الساقط من مائدة الغني، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه، وبالإجمال: «استوفى البلايا».

4ـ طال الموت الغني كما الفقير، ولم يفرِّق بين صغير وكبير، فعلى الأرجح كان الغني شابًا، وربما لم يكن له زوجة وأولاد، فقد قال: «لي خمسة إخوة» ولم يذكر زوجة أو أولاد.

5ـ وضع الموت حدًا لكل شيء، وتغيَّرت وتبدّلت الأحوال تمامًا، فها هو الغني في الهاوية مُعذب في اللهيب «فالعالم يمضي وشهوته» ( 1يو 2: 17 )، بينما لعازر يتعزى في حضن إبراهيم ولسان حاله: «آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ( رو 8: 18 ).

6ـ لم يصلْ لعازر إلى حضن إبراهيم بسبب فقره ومُعاناته، بل لأنه من أولاد إبراهيم روحيًا حيث يُدعى إبراهيم «أبا المؤمنين» ( رو 4: 11 ، 12).

7ـ من كلام إبراهيم: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحدٌ من الأموات يصدقون» ( لو 16: 31 ) نفهم أن «الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 17 ) وليس بالآيات أو بالممارسات ( أف 1: 13 ؛ يع1: 18؛ 1بط1: 23؛ إش55: 10، 11).

قارئي العزيز: إن الأبدية بدون المسيح مُرعبة، فمَنْ منا يسكن في نار آكلة ووقائد أبدية؟ فلا تمضِ إلى الأبدية بدون رجاء، وتعال للمسيح.

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net