الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المن النازل من السماء
فأمر يشوع عُرفاء الشعب قائلاً: جوزوا في وسط المحلة وأمروا الشعب قائلين: هيئوا لأنفسكم زادًا، لأنكم بعد ثلاثة أيام تعبرون الأردن هذا ... ( يش 1: 10 ، 11)
لقد كان "المن" هو الزاد والطعام للشعب في البرية قبل عبور الأردن. وغني عن التعريف أن "المن" في نزوله مع الندى على وجه البرية، هو رمز للمسيح في الجسد، أو المسيح المتضع النازل إلى حيث وطأ أرضنا وعايش البرية، ولامست قدماه رمالها، وذاق حرارة شمسها كرجل الأوجاع ومُختبر الأحزان ( إش 53: 3 ) ورغمًا عن هذا، فإنه مجَّد الله تمامًا وأعلن الآب للعالم. فنعمته وحنوه وعواطفه ورقته ومحبته ووداعته وتواضع قلبه وصبره ولطفه وحلمه واحتماله وطول أناته، كل هذه الصفات موجودة في "المَن" الذي أعطاه الله لنا لنأكله أثناء سيرنا في البرية ( يو 6: 32 ، 33، 48- 51).

والأكل من المَن معناه التفكُّر في كمالات المسيح، واقتباس ردود أفعاله فيما يقابلنا من ظروف قابلته، وأن يكون فينا «فكره» ليمكننا أن نُحضر الله إلى الظروف المُحيطة بنا، ونسلك في وسط هذه الظروف سلوكًا إلهيًا في كل لحظة. وهذا يقودنا إلى الاستناد المستمر عليه، والشخوص إليه دائمًا «كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي».

أيها الأحباء .. إن كنا نعطي الفرصة للروح القدس ليقودنا لكي نثبّت النظر في المسيح في كل نعمة اتضاعه، عندئذ نستطيع أن نحكم على ميول الجسد فينا للمخاصمة والنزاع والمجد الباطل، وأن نسير بروح التواضع الذي في المسيح مثالنا الكامل. وبقدر ما يكون لنا فكر اتضاعه، عندئذ لا نخلص من إغراءات العالم وقوة العدو فحَسَب، بل ستكون الأهمية الأولى في حياتنا بالتأكيد لِما هو لمسرة قلب الله والتي نجدها بكل وضوح في حياة المسيح الذي أمكنه أن يقول: «لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» ( يو 8: 29 ).

وإذا كانت الحياة مُعاشة بحسب النموذج الكامل في المسيح، فستكون حياة ليس فيها دمدمة ولا تذمر على نصيبنا، ولا مُجادلة ولا احتجاج على ما يسمح الله به من تجارب في طريقنا. ولا لوم على أي شيء نقوله أو نفعله، ولا إساءة للآخرين على كلماتهم أو مسلكهم. ولن يكون هناك شيء في حياتنا يستدعي التوبيخ بما لا يتفق مع كوننا أولادًا لله. فنضيء كأنوار في عالم مُظلم، متمسكين بكلمة الحياة في عالم الموت. وهكذا يجب أن نعيش لمسرة الله ومجد المسيح ومعونة القديسين وبركة العالم ( في 2: 14 - 16).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net