الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حذار من الارتحال
شرقي بيت إيل ونصب خيمته... فبنى هناك مذبحًا للرب ودعا باسم الرب. ثم ارتحل أبرام ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب ( تك 12: 8 ، 9)
ما أروع الحالة الروحية التي كان عليها أبرام في تكوين 12: 8، فلقد عاش منفصلاً غريبًا في أرض الموعد «نصب خيمته»، وكان ساجدًا عابدًا «بنى مذبحًا»، وكان شاهدًا كارزًا «دعا باسم الرب». وما أروع هذا المناخ الأدبي والجو الروحي الذي كان فيه. لكن ما يدعو إلى الدهشة والتعجب، هو ما نقرأه بعد ذلك مباشرة «ارتحل أبرام ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب» (ع9). ولم يسجل لنا الروح القدس سببًا واضحًا لارتحال "خليل الله" من هذا الجو العطر. تُرى ما الذي حدث لك يا أبا المؤمنين؟ وما الذي أصابك لترتحل وتهجر جو العبادة والانفصال عن العالم، وتترك شهادتك؟ هل أُصبت بالسأم والملل من الأجواء الروحية التي هي أثقل ما يكون على جسدنا الرديء؟ أم أنك اعتدت على ذلك الجو الرائع، فاقترح عليك الجسد الرديء، وأنشأ فيك رغبة في التغيير؟ .. بالتأكيد هناك أسباب خفية قد لا تبدو ظاهرة لأحد، لكنها كانت موجودة. لكن الدرس الهام الذي يريد الرب أن يعلمه لنا، أن ما حدث مع أبي المؤمنين بدأ بأنه «ارتحل»، ولكنه لم يتوقف عند ذلك، بل «ارتحل ارتحالاً»، ولم يتوقف أيضًا عند هذا الحد، بل «ارتحل ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب». ثم حدث امتحان الجوع في الأرض، فنقرأ عن أبرام أنه «انحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك» (ع10).

لقد كانت البداية «ارتحل»، أما النهاية فهي «انحدر». ربما في البداية "ارتحل خطوات قليلة"، ولكن النهاية "انحدر" إلى مسافة ربما تُقاس بأميال كثيرة. البداية صغيرة، لكن النهاية نتائجها خطيرة. والكتاب المقدس يحذرنا مرات عديدة من الأمور الصغيرة لأنها خطيرة. أ لم يحذرنا الحكيم في أمثال 6: 10 من «قليل نوم بعد قليل نعاس» وفي جامعة 10: 1 من «الذباب الميت» ومن «جهالة قليلة». أ لم يَقُل لنا أيضًا في سفر الشركة «خُذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المُفسدة الكروم» ( نش 2: 15 ). وأ لم يحذرنا الرسول بولس مرتين أن «خميرة صغيرة تُخمِّر العجين كله»؟ ( 1كو 5: 6 يع 3: 5 ). ومَنْ منا ينسى قول يعقوب، مُحذرًا إيانا من «اللسان أيضًا، هو عضو صغير ويفتخر متعظمًا. هوذا نارٌ قليلة، أي وقود تحرق!»؟ (يع3: 5).

عزيزي المؤمن .. حذار من الارتحال.

إيليا عيسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net