هذه الآية تحدثنا عن الحالة الأبدية بعد نهاية المُلك الألفي، بل وبعد زوال السماوات والأرض الكائنة الآن ( 2بط 3: 7 ، 10، 12)، عندئذٍ، فإن المسيح سوف يُسلِّم المُلك لله الآب. فالمسيح حسبما وَرَد عنه في إشعياء52: 13 هو العبد الذي يَعقل .. وفي الأصحاح التالي يقول: «ومسرة الرب بيده تنجح» ( إش 53: 10 ).
لقد أعطى الله قديمًا الجنة المُسرّة لآدم "جنة عدن"، وسلَّطه على كل أعمال يديه، فأضاع آدم الجنة، أضاع كل شيء، بل وخضع هو نفسه للشيطان، وجلب الموت على نفسه وعلى ذريته، فجاء آدم الأخير، ربنا يسوع المسيح، الذي مسرة الرب بيده لا بد أن تنجح، وبواسطته ستأتي أزمنة رّد كل شيء ( أع 3: 21 ) وذلك في فترة المُلك الألفي، عندما تُعتق الخليقة من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله ( رو 8: 23 )، وبعدها سيقوم المسيح باعتباره «نسل المرأة» أي باعتباره الإنسان، «الله (الذي) ظهر في الجسد»، سيقوم بسحق الشيطان، إذ يُطرح في بحيرة النار والكبريت ( رؤ 20: 10 )، ثم يُبطل الموت، آخر الأعداء ( 1كو 15: 24 - 28؛ رؤ20: 10، 14). وهكذا، فإن كل ما كان من شأنه إدخال الحزن إلى قلب الله, والتشويش لخطته الأزلية العظيمة؛ سواء كان الشيطان عدو الله، أو الخطية التي أفسدت العالم وشوّهت هذا الجمال، سيُنهيها المسيح ـ عبد يهوه الكامل.
هذا الشخص المجيد، سوف يأتي في آخر الزمان، وبعد أن تزول تلك الخليقة التي مَلك المسيح عليها باعتباره ابن الإنسان، سيأتي ويُسلّم المُلك لله الآب لتبدأ الأبدية «يوم الله» ( 2بط 3: 10 ) حيث يكون الله الكل في الكل. لقد انتهت المأمورية التي تكلف بها الابن في الأزل، ولأجلها تجسد في ملء الزمان، وقام بعمل الفداء، ثم ملك باعتباره الإنسان، وكالإنسان سوف يُسلِّم المُلك على أفضل وجه للآب، بعد أن يُلاشي كل أثر للخطية. عندئذ يكون الله (الآب والابن والروح والقدس) الكل في الكل. ونكون نحن الكنيسة، عروس المسيح، «مسكن الله مع الناس» ( رؤ 21: 3 ).