الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 19 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الألم والخضوع
فجاءوا إلى مارة... هناك وضع له فريضةً وحكمًا، وهناك امتحنه
( خر 15: 23 - 25)

«مارة» في الحقيقة أروع تصوير لِما قد يسمح به الله لأولاده في فترات معينة من حياتهم. فهو يُجيزهم في ظروف معينة، هي في طبيعتها على النقيض الكامل لِما يبتغونه أو يتوقعونه، ظروف مذاقها مُرّ للغاية لأحاسيس ومشاعر المؤمن.

والفريضة هي ما حدده الله باعتباره الخالق كأنسب أسلوب يعيش به المخلوق. والحكم هو رأي الله وحكمه في الظروف المختلفة. فهناك عند مارة، يعلن الله أن ما حدده للمؤمن من ظروف، ضد رغباته في تلك الفترة، هي أنسب شيء له الآن، هذه هي الفريضة. ثم يعلن الله رأيه وحكمه بأن الحياة القديمة ينبغي إماتتها، والجديدة ينبغي إنعاشها، هذا هو الحكم. وأمام هذه الفريضة، وهذا الحكم، يتم امتحان المؤمن بأمرين: أولهما: إن كان يسمع لصوت الرب ويضع الحق، وثانيهما: إن كان يصغي له ويحفظ جميع فرائضه (خر15).

ويمكن تلخيض الأمر في كلمات أربع: يسمع ـ يصنع ـ يصغي ـ يحفظ. ثم يمكن أيضًا تلخيص الكلمات الأربع في كلمة واحدة هي: الخضوع (ع26). أي يُمتحن المؤمن؛ إن كان يخضع أم لا، عندما يأتي به الرب إلى مارة، إن خضع كبولس قائلاً: «لأننا نحن الأحياء نُسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت» ( 2كو 4: 11 )، كانت النتيجة اختفاء الحياة القديمة، وظهور حياة المسيح بروعتها في هذا المؤمن. وإن لم يخضع، وأصرّ على إنعاش الحياة القديمة بمياه عذبة حلوة من الأرض كمياه النيل في مصر، فعلى المؤمن عندئذ أن يعرف أن الحياة التي يعيش بها أهل مصر، لها مياه ترويها، لكن أيضًا لها أمراض تُشقيها، إن أردتم مياهها خذوها، لكن اعلموا أنكم لا بد أن تأخذوا أيضًا معها أمراضها وبالتالي شقاءها. وإن رفضتم ملذاتها وقبلتم مارة، فليس فقط ستظهر فيكم حياة المسيح، لكن ستنجون من أمراض مصر (المشاكل الناتجة عن فعل الإرادة الذاتية). نعم لن تعاني مما يعاني منه أهل هذا العالم، وهذا هو في الحقيقة الشفاء العظيم. نلاحظ أنه يقول: «فإني أنا الرب شافيك» (ع20)، وليس شافي المياه. فأنا وأنت اللذان نحتاج للشفاء؛ الشفاء من نتائج فعل الإرادة الذاتية، وذلك بالعيش في خضوع لله. الشفاء هو اختفاء المياه القديمة وثمارها المُرّة، وظهور حياة المسيح فينا.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net