الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عليه محمولون
المُحمَّلين عليَّ من البطن، المحمولين من الرحم. وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل. قد فعلت، وأنا أرفع، وأنا أحمل وأنجي
( إش 46: 3 ، 4)

أيتها النفس ما قولك إزاء عمل الرب نحوك؟ لأنه إن جاز أن ينزع خطاياكِ بفعل محبته، ويحررك من الذات بقوة نعمته، فهل يجول بخاطرك فيما بعد أنه لا يرفع عنك الأحمال الأخف من ذلك بكثير، ألا يحملك؟ مما لا شك فيه أنه يحملك. أ ليس مدوَّنًا في كلمته «لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمّلها»؟ ( إش 53: 4 ). يا نفسي لكِ هذا العزاء القلبي، إذ تعلمين أنه ما من حزنٍ، مهما عظم، وما من همٍ، مهما كبُر، إلا والرب قد جاز فيه، والآن بقلب ملؤه العطف والحب، يخاطبك قائلاً: «ألق على الرب همك، فهو يعولك» ( مز 55: 22 ). وإن كان يحمل ذلك الهم، فهو في نفس الوقت يحمل صاحب الهم.

وإن كان قد طال بكِ الزمن يا نفسي، وأنتِ حاملة همومك، فكفى ما مضى، وتعالي بأحمالك إلى ذلك الفادي المُحب القادر، وهو الذي يملأك راحةً وسلامًا. هو الذي يُمكِّن ويقوّي ويثبّت.

وما من إنسان إلا وقد خاض بحر الهموم والأحزان، وجاز في هذا الاختبار المرير، لأن المتاعب كالرياح المتنقلة، فتارة تهب في هذا الجو، وأخرى تعصف في ذاك. فإذا ما أردنا أن نعبر بحر التجارب بنجاح مطمئنين، فهذا لا يتأتى إلا إذا كنا عليه محمولين.

نحن كثيرًا ما نجتاز ساعات الهموم والأحزان، وأوقات المصاعب والأشجان، وحالات سوء التفاهم والانتقاد الحاد الغشيم، ومواقف يرى فيها المؤمن الخيبة مرأى العين، ويلمس الفشل لمس اليد، وأخيرًا قد يجوز في بحر التعب المُهلك، ومُحيط الفقر القتّال. ولكن يا لروعة الوعد الإلهي! «لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع، واللهيب لا يحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل، مخلصك» ( إش 43: 1 - 3). «لا تغمرك»، والسبب لأنه يحملك.

أيها الأحباء .. لا تخافوا مما يأتي به المستقبل. لا تتراجعوا تراجع ضعف الإيمان، بل ببساطة قلبية ثقوا بكلمة الله الثابتة. تقدموا إلى الأمام لتختبروا بركة "الاجتياز في المياه" لأننا هناك نختبر قيمة محضره الثمين، وهناك تتكمل حياتنا الكمال الذي لا يأتينا إلا عن طريق الضيق والآلام.

لورا باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net