الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أعطوهم أنتم ليأكلوا
فابتدأ النهار يميل.فتقدّم الاثنا عشر وقالوا له: اصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعامًا
( لو 9: 12 )

عند اقتراب المساء، انزعج الاثنا عشر. فكل هذا العدد من الناس كانوا في حاجة إلى قوت، الأمر الذي بدا في نظرهم مستحيلاً. لذا سألوا الرب أن يصرف الجموع. لكن الرب يسوع لم يرضَ أن يرسلهم إلى القرى المجاورة للحصول على طعام. فلماذا كان على التلاميذ أن يقطعوا مسافات بعيدة لخدمة الناس، ويهملوا في الوقت نفسه أولئك القوم القريبين منهم؟ ليهتم التلاميذ إذًا بأمر إطعام الجمع. لكنهم احتّجوا على هذا، على اعتبار أنه لم يكن في حوزتهم سوى خمسة أرغفة وسمكتين، متجاهلين بذلك أنهم كانوا يملكون أيضًا موارد الرب يسوع غير المحدودة التي كانت موضوعة تحت تصرفهم.

اكتفى الرب بالطلب إلى التلاميذ أن يُجلِسوا جمهور الخمسة آلاف رجل مع النساء والأولاد. ثم بعد رفعه التشكرات، كسر الخبز، وواصل تقديمه للتلاميذ، الذين راحوا بدورهم يوزعونه على الشعب. لقد كان هناك كمية كافية من الطعام لكل واحد. بل في الواقع أنه عند نهاية الوجبة، كان الطعام الذي فضل عن الآكلين أكثر من الطعام الذي كان متوافرًا في البداية.

تذخر هذه الحادثة بالمعاني العميقة للتلاميذ الذين أُنيط بهم تبشير العالم. فالخمسة آلاف رجل يمثلون البشرية الهالكة، والتي هي بمسيس الحاجة إلى خبز الله. كما أن التلاميذ يصوّرون المؤمنين الضعفاء، أصحاب الموارد المحدودة في حوزتهم. أما أمر الرب: «أعطوهم أنتم ليأكلوا»، فهو ببساطة المأمورية العُظمى، إنما بصيغة أخرى. والمغزى من كل هذا، هو أنه في حال أعطينا الرب يسوع كل ما عندنا، فهو يتولى عندئذ تكسيره لإشباع الجموع الجوعى روحيًا. فهذا الخاتم المصنوع من الماس، وبوليصة التأمين تلك، وهذا الحساب المصرفي، وتلك المُعدات الرياضية؛ هذه جميعها يمكن توظيف أثمانها في طباعة أناجيل قد تؤدي بدورها إلى خلاص نفوس، هذه النفوس التي ستُصبح بدورها تعبد حَمَل الله إلى أبد الآبدين.

كان بالإمكان تبشير العالم من خلال هذا الجيل، إن كان المؤمنون على استعداد لتسليم المسيح كل ما هم عليه وكل ما لديهم. وهذا هو المغزَى العميق من حادثة إشباع الخمسة آلاف هذه.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net