الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرب في الزوبعة
الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة، ولكنه لا يبرئ البتة. الرب في الزوبعة وفي العاصف طريقه والسحاب غبار رجليه
( نا 1: 3 )

ينطوي هذا العدد على ما هو كريم جدًا في عيني النفس المكروبة، كما على إنذار خطير لمن يقسّي قلبه ضد التأديب. فو إن كان الرب بطيء الغضب وعظيم القدرة، فإنه لا يتجاوز عن الإثم، ولا يبرئ الشرير. وقديمًا قال لموسى إنه «رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف، غافر الإثم والمعصية والخطية. ولكنه لن يبرئ إبراء» ( خر 5: 34 -7). هو مملوء حُبًا، بل هو محبة، لكنه أيضًا نور. ولهذا فلا بد من إدانة الخطية، وهنا يأتي الصليب. على أنه حتى فيما يتعلق بالذين وجدوا في الصليب غفرانًا، فإن الله لا يحتمل الشر غير المقضي عليه. فلو كنا حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا. «ولكن إذ قد حُكم علينا، نؤدب من الرب لكي لا نُدان مع العالم» ( 1كو 32: 11 ). إن خروج6:34 هو إنذار للخاطئ، أما ناحوم3:1 فلتعزية القديس، لكن المبدأ واحد. فسواء فيما يتعلق بالناس عمومًا، أو بأولاد الله على وجه خاص، فإن عين قداسة الله لا تتسامح في شيء، حتى يقضي على كل ما لا يتفق مع قداسته وحقه.

وإن بَدَت الريح العاصفة أو الزوبعة تكاد تبتلع القديس، واسوَّدت سماؤه بالسُحب، فما أجمل أن يذكر أن «الرب في الزوبعة وفي العاصف طريقه، والسحاب غبار رجليه». فارفع إذًا بصرك أيها العزيز المُجرَّب المتحيّر، فإن سيدك يعلو سحائب الحزن الكثيف. وكما أن الغبار من بعيد ينبئ بقدوم مسافر قبل أن نتبينه على الطريق، هكذا تحدثنا السُحب أن مجيئه قريب، ذاك الذي يعرف كل أحزاننا، ويأتي في المحبة ليكفكف دموعنا. بأمره يُنتهر البحر المضطرب فينشف، وتجف أنهار الويل، كما نشَّف قديمًا بحر سوف، وردّ مياه الأردن. الخليقة كلها تعترف بقوته، والعناصر جميعًا تقرّ بسلطانه. ليس مَنْ يقف أمام سخطه أو من يقوم في حمو غضبه. لكنه صالح، حصنٌ في يوم الضيق «يعرف المتوكلين عليه».

كم من التعزية حملتها هذه الأقوال لحزقيا وقومه وهم مُحاصرون في أورشليم، يرعبهم ويعيرهم الأشوري المتعجرف الذي كان يدنس الهواء بتجاديفه على يهوه. فلا كان يعلم ربشاقي ولا سنحاريب، مع مَنْ سيدخلون المعركة حقيقة.

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net